(باب الأوقات)
  قال #: وقد حكى بعض معاصرينا(١) عن بعض الثقات أنه رصد الشمس عند زوالها فوجدها كذلك، وهذا إن صح هو الملائم للكلام، إلا أن في ذلك إشكالاً من وجوه ثلاثة ذكرها # في الغيث(٢)، ثم قال في آخر كلامه #: فالأولى حمل الكلام على ما ذكره± أهل القول الأول، وهو أن المراد بعد تناهيه في النقصان من جهة المغرب؛ لأنه الظاهر(٣).
  قال: وأبلغ ما يكون أن يتضمن تكراراً من جهة المعنى، فذلك واقع في كثير من الكلام، إما لزيادة في إيضاح، أو للتقرير في الذهن، أو غيرهما(٤).
  نعم، فوقت اختيار الظهر ممتد من الزوال (وآخره مصير ظل الشيء) المنتصب (مثله) سوى فيء الزوال(٥).
(١) الفقيه يوسف ذكر أنه وجده في بعض كتب الحنفية. وقيل: عن السيد محمد بن الهادي بن الإمام يحيى بن حمزة # المقبور في القبة المعروفة في ثلا، وقيل إبراهيم بن على العراري. وهو مقبور بمسجد الشيخ بمحروس صنعاء. وقيل: إبراهيم الكينعي.
(٢) أحدها: أن ذلك من أعمدة الدين، ولم يذكره أهل الأصول. الثاني: أن أهل الفلك لم يذكروه مع أنهم ذكروا ما هو أغمض منه. الثالث: أنه قال: بعد تناهيه في النقصان، ولم يحصل علم التناهي. (غيث).
(٣) لا يبعد أن يقال: بعد تناهيه في النقصان من ناحية المغرب؛ وذلك لأن معنى التناهي في النقصان: انعدام الظل بالكلية، وتكون فائدة هذا القيد الاحتراز عن الزيادة الحاصلة بعد الزيادة الأولى، أعني: التي ليست عقيب الانعدام، فإن تلك الزيادة ليست علامة للزوال.
(٤) الاحتياط لضعف التعويل على القرينة.
(٥) وهو الذي يكون عند الزوال. (بيان). وهو يبقى في ظل أول النهار عند استواء الشمس في كبد السماء. (إيضاح). وأقله اخضرار الجدار، وأكثره خمسة أقدام ونصف. (كواكب).
(*) قال في الديباج ما لفظه: «ويسمى الظل الذي يطرد الشمس فيئاً، وهو ما كان من =