(باب صفة الصلاة)
  الرابع: أن يضع يديه على ركبتيه مفرقتي الأصابع، مواجهاً بها نحو القبلة.
  الخامس: أن يعدل رأسه، فلا يكبه(١) ولا يرفعه.
  (و) أما المأثور من هيئات(٢) (السجود) فهي ثمانية:
(١) كب الثعلب، ولا يهنقر كهنقرة الحمار. (غيث). [ولا يرفع كرفع البعير. نخ].
(٢) والدعاء ونحوه[١] بعدها كذلك، لا سيما قبل ثني الرجل. (هداية) قوله: «قبل ثني الرجل» وهو صرفها عن حالته التي هو عليها في التشهد، لخبر: «وهو ثان رجليه» رواه أبو ذر أن النبي ÷ قال: «من قال في دبر الفجر وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم: «لا إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير» عشر مرات - كتب له عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في يومه ذلك في حرز من كل مكروه، وحرز من الشيطان، ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله» أخرجه الترمذي. (شرح هداية).
[١] كتركِ الكلام إلى طلوع الشمس؛ لآثار وردت في ذلك عن الحسن بن علي # أنه كان إذا فرغ من الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس وإن زحزح، أي: وإن أريد تنحيته عن ذلك المكان وأزعج وحمل على الكلام لم يتكلم. والدعاءِ بلا رفع صوت، ولا اعتداء [٠]، ولا شرط، ولا إثم، ولا قطيعة[٠٠] رحم، ولا استعجال[٠٠٠] وهو [أي: بعد الصلاة] أحد أوقات الإجابة، وتعرف بعلاماتها، وهي: الخشية، والبكاء، والقشعريرة، وسكون القلب، والخفة.
[٠] وهو الخروج عن الوضع الشرعي والسنة المأمور بها، وكان ÷ إذا فرغ من صلاته يمسح جبهته بيمينه، ثم يقول: «بسم الله الذي لا إله غيره، اللهم أذهب عنا الهم والحزن».
[٠٠] القطيعة: الهجر والصد. والرحم: الأقارب والأهلون، والمراد لا يصل أهله ولا يبرهم ولا يحسن إليهم. (شرح هداية).
[٠٠٠] قال في المعتمد لابن بهران في الحديث ما لفظه: عن أنس قال: قال رسول الله ÷: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت ربي فلم يستجب لي». أخرجه الجماعة إلا النسائي. وفي رواية الترمذي قال: «ما من رجل يدعو الله بدعاء إلا استجيب له، فإما أن يعجل له في الدنيا وإما أن يدخر له في الآخرة، وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، أو يستعجل» قالوا: يا رسول الله، وكيف يستعجل؟ قال: «يقول: دعوت ربي فلم يستجب لي». (شرح هداية).