شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(باب): [صلاة الجمعة]

صفحة 484 - الجزء 2

  وقال في الانتصار: المختار أنه يسلم بعد فراغ المؤذن. وقال أبو حنيفة ومالك: يكره له التسليم؛ لأن سلامه عند دخوله المسجد مغن⁣(⁣١).

  (و) من المندوبات فعل (المأثور(⁣٢)) وهو ما ورد في الأثر عن الرسول ÷ بندبه، وهو ثلاثة أنواع: الأول: يندب فعله (قبلهما) أي: قبل الخطبتين، وذلك أمور، منها: التماس الطيب⁣(⁣٣) بعد التطهير.


(١) قلنا: هذا خاص في المسجد، والذي نحن فيه عام⁣[⁣١]. (كواكب وزهور).

(٢) وقد ورد في الحديث عنه ÷: «من غسل واغتسل، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام وأنصت ولم يلغ - كتب الله له بكل خطوة أجر عمل سنة، صيامها وقيامها» رواه أهل السنن الأربع وغيرهم، والحاكم. [من إملاء السيد محمد بن إبراهيم الوزير من غرائب جامع الأصول]. قوله: «من غسل» أي: جامع امرأته وأحوجها إلى الغسل⁣[⁣٢]، ليكون أغض لطرفه عند خروجه إلى الجمعة، و «اغتسل» في نفسه، و «بكر»: حضر أول الوقت. و «ابتكر»: حضر الخطبة من أولها، وباكورة الشي: أوله، ومنه البكر.

(٣) ويكره لباس السواد⁣[⁣٣] سيما لخطيب وقاض، والاحتباء ونحوه. (هداية). [والتلفت، ذكره أصحاب الشافعي. قال: ولا نص لأصحابنا في ذلك. (شرح الهداية)].

(*) لقوله ÷: «من تطيب ولبس أحسن الثياب، ثم أتى إلى الجمعة ولم يلغ ولم يفرق بين اثنين غفر الله له ما بين الجمعة إلى الجمعة».


[١] قال في الانتصار: ولأن الأول سلام لأجل الملاقاة والمخالطة، والثاني سلام لأجل الكلام والمخاطبة، فأحدهما مخالف للآخر.

[٢] قال في النهاية: ذهب كثير من الناس أن «غسَّل» أراد به المجامعة قبل الخروج إلى الصلاة؛ لأن ذلك يجمع غض الطرف في الطريق، يقال: «غسَّل الرجل امرأته» بالتشديد والتخفيف: إذا جامعها، وقد روي مخففاً، وقيل: أراد غسل غيره واغتسل هو؛ لأنه إذا جامع زوجته أحوجها إلى الغسل. وقيل: أراد بـ «غسل»: غسل أعضاءه للوضوء ثم يغتسل للجمعة. وقيل: هما بمعنى واحد، وكرره للتأكيد.

[٣] لأن شعار أتباع العترة البياض، فلهذا كان يقال لهم: المبيِّضة بكسر الياء، وشعار أتباع بني العباس السواد، ولهذا يقال لهم: المسوِّدة بكسر الواو. (شرح هداية). إذ السواد شعار بني العباس، فهو شعار الظلمة، وقد تحرج قوم من الأخذ عن عبدالرحمن المسعودي وعن حميد الطويل للبسهم السواد، وقالوا: كيف الأخذ عن الشُّرَط؟! ولذلك قال القاضي شريك الكوفي الشيعي للمنصور الدوانيقي لما ولاه قضاء الكوفة وأراد منه لباس السواد ولم يفعل: ما يعجبك يا أمير المؤمنين، في ثوب لا تزف فيه عروس، ولا يُحرِم فيه حاج، ولا يكفن فيه ميت؟! (شرح الهداية).