الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

حرمة مس المصحف على الجنب

صفحة 112 - الجزء 1

  ٩ - وطريق ثانية لعبدالرحمن بن يزيد عن سلمان: أن سلمان قال: سلوني فإني لا أمسه إنه لا يمسه إلا المطهرون.

  ١٠ - وطريق ثالثة عن عبدالرحمن بن يزيد عن سلمان نحوه.

  ١١ - حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن زيد بن معاوية العنسي عن علقمة والأسود عن سلمان: (أنه قرأ بعد الحدث) كلها صحاح. اهـ المراد.

  هؤلاء كلهم فهموا أن المراد هو القرآن ولم يقولوا عن {الْمُطَهَّرُون}: اسم مفعول ولا اسم فاعل.

  وكذا الآثار المروية عن النبي ÷، ثم لا يخفاك أن المُطَهَّرَ والمُطَّهِرَ سواء طهر نفسه أم طهره غيره، فكلاهما يسمى طاهراً أي حاصلاً على هذه الصفة، والثوب عندما تفرغ من تطهيره تصفه بأنه طاهر.

  والجنب عندما يفرغ من غسل الجناية يسمى طاهراً. وبهذا تبطل الفذلكة الشوكانية.

  ثم قال الشوكاني: «وعلى فرض دخول البشر في ذلك فيكون المراد». اهـ.

  يعني بقوله: {إِلاَّ الْمُطَهَّرُون} من لم يكن كافراً يعني أن المراد القرآن، وأن الممنوعين من مسه المشركون. وهذا نقض لما أسلفه، وسينقضه عما قريب.

  ثم قال: «وبدليل ما رواه الشيخان وأبو داود وابن ماجة من حديث ابن عمر من النهي منه ÷ عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو ...». اهـ كلامه.

  أقول: (فائدة) ذكرتها الآن: اعلم أن قوله تعالى مثلاً: (الملائكة مطهرون) أو يصف الحُور بقوله: {مُّطَهَّرَةٌ}⁣(⁣١) ليس المراد ما فهم الشوكاني من أن (مطهرون) أو (مطهرات) حدث بفعل فاعل أوجد الطهارة بعد أن لم تكن، فهذا الفهم بعيد، وإنما المراد أن الملائكة


(١) في سورة البقرة {أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ}.