(حملته وأوعيته ورعاته)
  والثاني:(١) الكتاب السماوي: ما كان قبل القرآن لمن تقدمنا.
  والكتاب المبارك لأمة محمد ÷: القرآن الذي أعجز به الإنس والجان أن يأتوا بمثله أو بشيء منه.
  وأحكامه ومواعظه وقصصه وأخباره وزواجره ونواهيه وموافقته لما في الكتب السماوية.
  فتراه طوراً يطوف بالضمير الحي في رحلة في قصص الماضين.
  وأحياناً في السماء: ما أودع فيها من آيات باهرات، وعلامات على وجوده شاهدات، وطوراً إلى الأرض ودحوها وإرسائها وما أنبت فيها مما يسر الخاطر ويبهج الناظر، دلالة على الخالق المبدع الفاطر، في بدء خلق الإنس والجان.
  وتصويره في رحم أمه وكفايته بما يحتاجه بدون كلفة من الأم ولا سعي {وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُون}[النحل: ٨] {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ}[فاطر: ١١] {يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَار}[الرعد: ٨].
  هذه جولة بين يدي كلمة الشوكاني التي وهَّن بها من هذا العلم وقال: «إنه علم لا ينفع، وإن الاشتغال به لا يجدي» اهـ. وقلّل من حَمَلته ورُعاته وطلبته ودُعاته حتى لم يبلغوا ثمانية أشخاص وأنهم جُهَلاء.
  وهو بهذا مقلِّد - تقليداً أعمى - لسلفه من المشبهة والمجسمة كابن تيمية، وابن القيم، والذهبي وغيرهم.
(حَمَلَتُه وَأَوْعِيَتُهُ ورُعَاتُهُ)
  أولهم علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - السابق بعد رسول الله إلى كل خير، وانظر كتابه «نهج البلاغة» الذي لم ينسج على منواله، والذي هو الطبقة العليا بعد كلام رسول الله.
(١) المصدر النظري.