(تطهير النعل بالتراب)
(تطهير النعل بالتراب)
  قال الإمام #: (خبر) وعن النبي ÷ أنه قال: «إذا وطئ أحدكم بنعله الأذى فإن التراب له طهور». اهـ كلام الإمام.
  أقول: البحث قيّم ومستوفى من جهة الإمام، أورد فيه الأحاديث الداعمة للحديث الذي صَدَّر به البحث ودعمه بالآثار عن آل بيت رسول الله على أبيهم وعليهم صلوات الله وسلامه: عن الباقر والقاسم والهادي وعن زيد $ وأن من يريد دخول المسجد فليقلب نعله، فإن رأى بهما أذى مَسحه(١) على التراب، فهو طهور له، وأن الأرض وتراب الأرض طهور مثل قوله ÷ في البحر: «هو الطهور ماؤه».
  وأن تراب الأرض يطهّر بعضه بعضاً.
  لم يترك الإمام مقالاً لقائل، ولا مجالاً لصائل، فالبحث متكامل ومتماسك، ولكن الشوكاني لا يمكن أن يمر من عنده بدون علامة تدل على مروره، وإذا لم يجد منفذاً للكلام في آل بيت رسول الله وتجهيلهم شَنَّ حملته الشعواء في تجريح شيعتهم وأتباعهم ومحبّيهم - رحمهم الله جميعاً -، فرماهم بدون تخصيص، ولا تفريق بين عالم وجاهل وفيهم مشائخه وزملاؤه رماهم بالشك في حصول الطهارة بعد استعمال موجبها وقال: «فجاء هذا الحديث» يعني حديث «مسح النعل» «رداً على كل من مُنِيَ بالشك المفرط» اهـ.
  حتى قال: «وكأن الله أطلعه على ما يأتي به المصابون بالوسوسة من التأويلات التي ليس لها في الشريعة أساس إذ أوضح هذا المعنى إيضاحاً - يعني النبي ÷ - ينهدم عند كل ما بنوه على قنطرة الشك والخيال». اهـ كلامه.
  أقول: أراد الشوكاني أن يذمّ مُحبّي علي # فذمّ ما جاء به النبي ÷ وأن ما جاء به
(١) الأذى.