الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

(تطهير النعل بالتراب)

صفحة 165 - الجزء 1

  النبي ÷ ينهدم عند كل ما بنوه، هذا لفظه! ولك حق الرجوع إلى الكتاب.

  ثم إذا كان كلامه هاهنا لذمّ الشك وحَمَلته على عدم الأخذ باليقين فانظر مقاله فيما سبق حينما قال الإمام: «ولا يرتفع يقين الطهارة والحدث إلا بيقين». اهـ.

  ثم قل: مَن أسس هذه - يعني العمل باليقين دون الشك -؟!

  وعمّن أخذها؟! أليس عنهم وعن سلفهم وعن سلف من ينقدهم بغير بصيرة؟!

  وفي غضون البحث يزعم أنهم يشتغلون بالفحر والدلك حتى تفوتهم الصلاة.!

  ولو قال: (حتى يفوتهم اختيار وقت الصلاة) لكان أهون.

  ويقول: «أحدهم يعذب نفسه ويبلغ منها ما لا يبلغه الشيطان». اهـ.

  ثم يأتي بحديث «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها كفر» كوسيلة لتكفير الزيدي المؤمن الذي يتوضأ للصلاة!

  وقد شن الغارات عما قريب على من يكفِّر المجسمة والمشبهة والمجبرة وتعاطف معهم ضد مقالتنا.

  فهل يا تُرى كان على مذهبهم ونَهْجهم؟!

  وسبب حملاته الشعواء على الأئمة الطاهرين وسائر الزيدية الميامين هي حربهم لمن كان يقول هذا القول ويذهب هذا المذهب من المطرفية أولاً.

  وإلا فكيف يُكفِّر مسلماً يتوضأ للصلاة ويُمسك عن تكفير من أجمع آل بيت رسول الله والمعتزلة على تكفيرهم؟!

  قِفْ وتساءَلْ!

  ثم إن الحاذق إذا أراد أن يُلحق بعدوّه وَصْمَة فليتحرّ الأمر الذي يكون له رواج وقبول، فلربما ينال غرضه، أمّا أن يَعْمَد إلى خصلة واضحة البعد والنبوّ عنهم فيصمهم بها