المستحاضة
المستحاضة
  أورد الإمام عدة أحاديث فيما تفعله المستحاضة: بعضها قضى بأنها تغتسل عند إدبار حيضتها ثم تتوضأ لكل صلاة، وحديثاً آخر في قصة أم حبيبة بنت جحش - زوج عبد الرحمن بن عوف - فأمرها النبي ÷ أن تغتسل عند كل صلاة وتصلي، ورواية أخرى عن زينب بنت جحش أنها سألت النبي ÷ أنها مستحاضة، فقال: «لتجلس أيام أقرائها ثم تغتسل وتؤخر الظهر وتعجل العصر وتغتسل وتصلي وتؤخر المغرب وتعجل العشاء وتغتسل للفجر».
  ثم قال الإمام: فهذه أخبار متعارضة. اهـ كلام الإمام.
  قال الشوكاني: «قوله: فهذه أخبار متعارضة ... إلخ، أقول: مثل هذا لا يقال له: تعارض؛ لأن التعارض تَوَارُدُ الدليلين على مدلول واحد، إذا وقع العمل بأحدهما ترك العمل بالآخر مثل: أن يدل أحدهما على أن الشيء حرام، ويدل الآخر على أنه حلال، وأما أحاديث الباب فبعضها فيه مجرد ذكر الوضوء، وهو لا ينافي الغسل، وبعضها فيه مجرد ذكر الغسل، وهو لا ينافي الوضوء». اهـ كلامه.
  أقول: أنت ترى هذا التلفيق، المجرد عن التوفيق، ألا يرى أن المورد للغسل والوضوء واحد وهو المستحاضة؟!
  وألا يرى أن الأمر بالوضوء غير الأمر بالغسل، والأمر بالغسل غير الأمر بالوضوء؟!
  ثم ختم هفوته بقوله: بأنه يجب الجمع بين الغسل والوضوء على المستحاضة التي تشتكي من مشقة الغسل(١).
  نقول لها: خذي بفتوى الشوكاني، اجمعي بينهما أسهل! لأن الدين يسر!
  هكذا فليكن الاجتهاد، وفهم أسرار الوحي! لا قوة إلا بالله! وعلى هذا فالتي جاءت تشتكي المشقة من الغسل لكل صلاة وولّت وهي تبكي كأن النبي قال لها: (اجمعي بين الغسل والوضوء) على رأي الشوكاني.
(١) والشوكاني سيشق عليها بوجوب الجمع بين الغسل والوضوء. تمت شيخنا.