الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

مجيء (إلا) بمعنى الواو

صفحة 217 - الجزء 1

  وهذا مفهوم لأقل الناس حظاً في العلم، وأنزرهم سهماً في الفهم.

  فلِمَ هذا التدليس والتلبيس، وغمط الحق، ومدح أفراد بما ليس عندهم، وذم أقوام بما هم منه بَرَاء؟!

  ولا غرو فإذا كان الحاكم هو الهوى، فإنه يأتي بأغرب من هذا!

  قال الشوكاني: «ولكنه - أي الإمام - لا يعد تصحيح المحدثين تصحيحاً ولا تجريحهم تجريحاً ومن هذه الجهة أُتي، ومن لم يقتد في كل فن بأئمته لن يرسخ قدمه في العلوم». اهـ كلامه.

  أقول: هل اطلعت - أيها المطلع - على ما نسج من خيوط العنكبوت؟! وعلى هذه الحملة الشعواء على الأمير الحسين على أمر سهل وغرض يسير ما كان يقتضي معشار ما أفرغه قلم الشوكاني - لو كان محقاً -!؟!

  ولئن عجبتَ من شيء فاعجب من سكوت العلماء الأعلام أمام تحامل الشوكاني على أئمة الهدى من أهل البيت وتجهيلهم وجعله الباطل حقاً والواضح متشابهاً والنهج السوي عوجاً!

  حتى ألزم علماء أهل بيت رسول الله وشيعتهم بأن يقفوا بين يدي علماء الحديث ترغيباً عما ورثوه عن آبائهم من العلم النافع والرواية الصحيحة والسند المتين: «حدثني أبي عن سبط رسول الله عن علي عن رسول الله» كما قال الشاعر:

  ووال أناساً فِعْلُهم وحديثهم ... رَوَى جدُّنا عن جَبْرَئيل عن الله

  وكما قال الشاعر:

  والله ما بيني وبين المصطفى ... إلَّا إمامٌ أو وصيّ

  وهذه النغمة لم يبتدعها الشوكاني فهي نغمة الناصبة من قبله: يحضون الناس على هجر كتب أهل البيت $ والإقبال على كتب النواصب.