الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

مجيء (إلا) بمعنى الواو

صفحة 218 - الجزء 1

  شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُهَا مِنْ أَخْزَم

  وإنما اختلف الأسلوب: فالأولون أسلوبهم الطعن في الرواة كأبي خالد الواسطي | ونصر بن مزاحم وغيرهما من أعلام محبي أهل البيت.

  ولقلة الحياء والتناهي في الصلف لا يرون روايتهم؛ لحبهم آل البيت ولزومهم لهم.

  فجاء الشوكاني يحذو حذو أئمته من النواصب كابن القيم، وابن المبارك، وابن تيمية وغيرهم، بأسلوب جديد يحض على اتباع أهل الحديث وتقليدهم! ويزعم أنهم ليس لهم مذهب يتعصبون له وإنما هم سلفيون!

  وهل هناك سلفية أقوى من سلفية ترتقي إلى سدرة علي بن أبي طالب # ومنه إلى سدرة المنتهى محمد بن عبد الله ÷؟! وهل ترى من بعدهم مثل الحسن والحسين وزين العابدين والباقر والنفس الزكية وزيد بن علي والهادي إلى الحق والناصر والقاسم!.

  أهؤلاء أخطأوا الطريق ويخرجون الناس من هُدَى إلى عَمَى؟!

  فهل البخاري ومسلم وغيرهما من المحدثين أولى بالاتباع أم هذه الصفوة المختارة من أهل بيت النبوة قرناء الكتاب الذين سيسأل رسولُ الله الناسَ: كيف خَلَفُوه فيهم؟!

  فماذا ستقول يا شوكاني: ذُدْنَا الناس عن نهجهم، ورغَّبناهم عن سلوكهم! وجهّلناهم! ورمينا طريقهم بالعوج!

  يا ليت شعري ما يكونُ جوابكم؟! ... يومَ الخلائق للحسابِ تُسَاقُ

  يوم الخصيم محمدٌ وشهودهُ ... أهل السما والحاكمُ الخلاقُ

  أما نحن وسائر الزيدية العتيقة فبهداهم متمسكون ولهم موالون.

  فقول الشوكاني: «ولكنه لا يعد تصحيح المحدثين تصحيحاً ولا تجريحهم تجريحاً» اهـ كلامه.