مجيء (إلا) بمعنى الواو
  أقول: أولًا: هذا رمي لعلمائنا - رحمهم الله - بفساد النية وفَقْد الإخلاص، ولم يستثن أحداً بل قال: «من تصدى للتأليف».
  فيا عجباً حتى كليبٌ تسبّني ... كأن أباها نهشل أو مُجَاشِع
  والنية لا يعلمها إلا الله، والقول في المؤمن بقول خبيث أو نية خبيثة أو فعل خبيث يعدّ من البهت وتعمد الكذب، يوقف الله صاحبه على شفير جهنم حتى يخرج مما قال وليس بخارج، وأين فساد النية من حفيد سبط رسول الله (زيد بن علي) وأين سوء النية من الهادي إلى الحق الذي أجمع على إمامته وتقواه وعلمه المؤالف والمخالف؟!
  أما قوله: «قد دب على ما وجد عليه أسلافه» اهـ. فهل من حَرج فيمن دبّ على نهج سبطي رسول الله وباب مدينة العلم، وسائر العترة الطاهرة الذين أمرنا الله باتباعهم في محكم كتابه {قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣]؟ وهل يكون الحب مقبولاً بدون اتّباع؟! {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}[آل عمران: ٣١].
  وكذا حديث الثقلين المتواتر «وعترتي أهل بيتي» يدل على وجوب اتباعهم، فأين تذهب يا شوكاني من كل هذا؟!
  فأهل البيت هم السلف الصالح، وأمرنا باتباعهم ورغب المصطفى في اتباعهم، فهل يجوز التنفير عن اتباع مثل هذا السلف الصالح، كيف وقد حكى الله سبحانه عن يوسف #: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ}[يوسف: ٣٨] {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم}[الطور: ٢١].
  لكن الظاهر أنه ليس له سلف صالح يقتدي بهم ويهتدي بهداهم بل إن سلفه الذين يقتدي بهم ويقلدهم نواصب أهل الحديث كابن القطان، وابن المبارك، والذهبي، وابن تيمية وغيرهم.
  يرى نفسه فرداً في الميدان فينهى عن اتباع السلف الصالح من (أهل البيت) فيسيء أكثر مما يحسن، ويخطئ أكثر مما يصيب!
  ومن جهلت نفسه قدره ... رأى غيره منه ما لا يرى