(وجوب النية)
  الإنسان بالعقل فمن كان عالماً كان أكمل ممن لم يكن عالماً) ولا يقول عارف: إن هذا التركيب يدل على أن العقل هو العلم» اهـ كلامه.
  أقول: قد نقلته لك على طوله وغثاثته لتَرْجِع النظر فيه كرتين وترى ما فيه من جهل مركب وتناقض وافتراء على اللغة والشرع وجسارة في إيراد هذا الكلام الردي وجعله شرحاً لحديث هو من عمدة الدين كما قال الإمام الشافعي:
  عمدة الدين عندنا كلمات ... محكمات من قول خير البرية
  اترك المشتبهات وازهد ... ودع ما ليس يعنيك واعملن بنية
  وكيف تلقى العلماء هذه الأحاديث الأربعة وانشرحت لها صدورهم وخدموها خدمة تليق بها، وجعلوا هذا الحديث سنداً متيناً لاشتراط النية وأنه لا عمل إلا بها.
  ثم قوله: «إن كان المنفي(١) الحصول أو الوجود أو الثبوت» اهـ. كلام مُخْزٍ.
  أولًا: هناك فرق بين الحصول والوجود والثبوت.
  ولم يقل هذا أحد من علماء شرّاح الحديث، وإنما قالوا: «الصحة(٢) أو الكمال» فالذين شرطوا النية جعلوا النفي للصحة(٣).
  والذين قالوا بوجوبها(٤) فقط قالوا: النفي للكمال نحو: (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد).
  ثم يقول: «أو ما يلاقي هذه الأمور في المعنى الذي لا تكون الصلاة شرعية إلا به فالنية في مثل الصلاة» اهـ.
(١) المنفي (لا عمل إلا بنية) فمعناه نفي.
(٢) يعني النفي يتناول الصحة عند بعضهم أو الكمال عند بعضهم.
(٣) يعني أنها صلاة غير صحيحة.
(٤) النية.