القنوت سنة في الفجر والوتر
  «لا قنوت إلا في النوازل» اهـ. فهؤلاء من الصحابة وغيرهم روي عنهم القنوت مطلقاً، فلا تسمع للهنبثة.
  وأما قوله: «فورد في صلاة الوتر حديث الحسن السبط وظاهره أنه دعاء من جملة أدعية الصلاة» اهـ. فمن الغريب! وهل القنوت إلا دعاءٌ؟!
  وإليك حديث أنس الذي طعن فيه الشوكاني ففي «نصب الراية» ج ٢ ص ١٧٢ ما لفظه: روى عبد الرزاق في «مصنفه» أخبرنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس بن مالك قال: (ما زال رسول الله ÷ يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا)(١).
  ومن طريق عبد الرزاق رواه الدارقطني في «سننه» وإسحاق بن راهويه في «مسنده» ولفظه: عن الربيع بن أنس قال: قال رجل لأنس: أقنت رسول الله ÷ شهراً يدعو على أحياء من العرب؟ قال: فزجره أنس، وقال: ما زال رسول الله ÷ يقنت في الصبح حتى فارق الدنيا، قال إسحاق: وقوله: (ثم تركه) - يعني ترك تسمية القوم في الدعاء - اهـ.
  ورواه الحاكم أبو عبد الله في كتاب «الأربعين» له، وفي «الخلاصة» للنووي: صححه الحاكم في كتاب «المستدرك» فليراجع، وقال: «حديث صحيح، ورواته كلهم ثقات» وعن الحاكم: رواه البيهقي في «المعرفة» بسنده ومتنه، وسكت عنه، قال: وله شواهد عن أنس ذكرناها في «السنن».
  وقال صاحب «التنقيح على التحقيق»: (هذا الحديث أجود أحاديثهم) وذكر جماعةً وثّقوا أبا جعفر الرازي، وله طرق في كتاب القنوت لأبي موسى المديني. اهـ المراد.
  وفي «سنن الدارقطني» ج ٢ ص ٣٩ [في باب صفة القنوت] ما لفظه:
(١) عون المعبود، شرح سنن ابن ماجة، شرح مسند أبي حنيفة، الأذكار للنووي، سنن الدارقطني، الموطأ، مصنف عبد الرزاق، السنن الكبرى للبيهقي، شرح معاني الآثار، نصب الراية، الجوهر النقي، مجمع الزوائد، وقال الهيثمي بعد رواية الحديث ما لفظه: رواه أحمد والبزار بنحوه ورجاله موثوقون. اهـ.