الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

الغرض من تأليف وبل الغمام

صفحة 31 - الجزء 1

الغرض من تأليف وبل الغمام

  قال الشوكاني في مقدمة «وبل الغمام»: «سألني جماعة من المنصفين المجبولين على محبة الحق والمحقين بيان الصواب لكل من الفريقين ... إلخ» اهـ كلامه.

  أقول: كيف يصح منك الحكم والبيان، وأنت خصيم لأولاد سيد عدنان،

  ما أنت بالحكم الترضى حكومته ... ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل

  اعلم أن مراد الشوكاني بالتعليق على «شفاء الأوام» محاولة نقض أكثر أحاديثه الصحيحة بوصفها بأنها موضوعة أو ضعيفة، كي يصرف الناس عن قراءته وروايته، وكأن عليه عهداً أن يرد كل ما في «الشفاء» الذي علق عليه؛ ليفتت أوصاله، ويمنع من العمل به بنزع الثقة منه ولكن هيهات له ذلك فهو كما قيل:

  كناطح صخرة يوماً ليوهنها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعلُ

  ثم قال: «وهذا المختصر - أي وبل الغمام - جل القصد فيه هو النظر في كيفية الاستدلال، وربما أتكلم على الأسانيد والمتون ... إلخ» اهـ كلامه.

  أقول: ما قاله الشوكاني بعيد عن الصحة بمراحل، بل جُل «وبل الغمام» نقل لتصحيحات بعض المحدثين وتضعيفاتهم، وتطبيقها على أحاديث «الشفاء» وتوهين الراوي إن كان شيعياً، وتقويته وتوثيقه إن كان ناصبياً، وستقف على ما نقول فيما سطرناه من الرد على مزاعم الفقيه.

  فقوله: «ربما أتكلم على الأسانيد والمتون» غير صحيح، و «وبل الغمام» متوافر للمطلع ويمكنه التأكد من عدم صدق دعواه، فكثيراً ما تكلم على الأسانيد والمتون.

  ثم قال: «وسميته «وبل الغَمَام» مناسبة لاسم الأصل ... إلخ» اهـ كلامه.