الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

كيفية صلاة العليل

صفحة 316 - الجزء 1

كيفية صلاة العليل

  قال الأمير الحسين #: (خبر) وقد قدمنا في خبر عمران بن حصين قول النبي ÷ [فإن لم تستطع فعلى جنب] يدل على أن المريض إذا لم يستطع القعود صلى مضطجعاً على جنب كهيئته في اللحد، وعليه يدل تفسير ابن مسعود قول الله تعالى: {وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} وهو اختيار المؤيد بالله، وعند الهادي: أنه يصلي مستلقياً على قفاه كهيئة الميت عند تغسيله؛ لأنه لو قام كان مواجهاً للقبلة، وذلك لما روي عن زيد بن علي عن آبائه عن علي # قال: دخل رسول الله ÷ على مريض قد شبكته الريح فقال: يا رسول الله كيف أصلي؟ فقال: «إن استطعتم أن تجلسوه وإلا فوجهوه إلى القبلة»⁣(⁣١) فإذا كان مستلقياً كان وجهه كله إلى القبلة. اهـ كلام الإمام.

  قال الشوكاني: «قوله: وعند الهادي أنه يصلي مستلقياً على قفاه ... إلخ، أقول: قد تقدم حديث عمران بن حصين وهو حديث صحيح وفيه: [فإن لم تستطع فعلى جنب] ومثله الآية المذكورة؛ لأن الصلاة من ذكر الله، فدل ذلك على أن من لم يستطع الصلاة قاعداً صلاها على جنب لا مستلقياً، وأما الحديث الذي استدل به المصنف فليس في قوله: [وإلا فوجهوه إلى القبلة] دلالة على وجوب الاستلقاء على الظهر، بل المراد أن يكون إلى جهة القبلة، ولو فرض أن استقبال المستلقي أتم لم يحلّ الحمل عليه، لورود الدليل الصريح بخلافه» اهـ كلامه.

  أقول: الوجه الأول هو اختيار الإمام الشافعي، والثاني اختيار الإمام أبي حنيفة.

  وفي الجزء الثاني من (المغني) ص ٣٨٢: أن النبي ÷ قال لعمران بن حصين: «صلِّ قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب».


(١) المجموع، الأمالي، التجريد، مسند أبي يعلى بمعناه.