الشوكاني يرد على الشوكاني:
  ومثله حديث ابن عمر الذي ذكره، وهو أوضح في رد ما ذهب إليه المصنف؛ لأنه قال على عهد رسول الله ÷ وقال: وهو ابن سبع سنين وكان في المدينة ولم يمت ÷ إلا وقد صار ابن عمر رجلاً» اهـ كلامه.
  أقول: الآن يريد الشوكاني أن يكون إمامُ الصلاة طفلاً مرفوع القلم عنه؛ لأنه طفل حتى يبلغ، قال تعالى: {وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ}[النور: ٥٩]، ويصحح لنا إمامة عمر بن سلمة! والإجماع منعقد عند كل علماء الإسلام أن ظهور عورة المصلي سواء دخل وهي مكشوفة أو كشفت المغلظة وهو في الصلاة، مبطلة للصلاة وعمر بن سلمة كان هكذا له قميص مشطوط تبدو منه عورته حتى قال الناس: «غطّوا عنا إست إمامكم»(١).
  ثم من أين له أنه مكث مدة طويلة وهو إنما جاء مع قومه للإسلام وصلى بهم قافلين إلى بلادهم؟!
  وهل يمكن لسيد الخلق أن يقرّ كشفاً في غير الصلاة فكيف فيها؟!
  ثم إن بعض المحققين من أولي العلم لا يسلّمون أنه غلام قاصر وإنما كانوا يسمونه غلاماً وهو بالغ(٢).
  قال في (حاشية نصب الراية) ما لفظه:
  أجاب ابن القيم في (البدائع) ص ٩١، ج ٤، عن هذا الحديث بقوله: إن قيل فقد أمّ عمر بن سلمة وهو غلام؟ قيل: سُمّي غلاماً وهو بالغ، ورواية: «إنه ابن سبع سنين فيه رجل مجهول فهو غير صحيح»، وأجاب ابن حزم عن هذا الحديث في (المحلى) ج ٤، ص ٢١٨ بقوله: وقد وجدنا لعمر بن سلمة هذا صحبة ووفادة على النبي ÷ مع أبيه، ولو
(١) مسند أحمد، صحيح ابن خزيمة، المستدرك، سنن الدارقطني، المعجم الكبير والأوسط.
(٢) أي كان كبيراً وكانوا يلقبونه غلاماً.