الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

من شروط وجوب صلاة الجمعة

صفحة 371 - الجزء 1

  لهم إجماع على الهزة أنها فعل كثير، فلا مانع!

  وهو خلاف ما أجمع عليه علماء الإسلام.

  والآن يريد أن يهد باجتهاداته الفائلة أعظم شعيرة من شعائر الدين (صلاة الجمعة) وأنه لا فضل لها! ولا فرق بينها وبين أي صلاة اليوم والليلة! وهو نوع من الهوس.

  وقبل نقاش هوسه لابد أن نشرّف المقام من خير الكلام، وما روي عن سيد الأنام:

  أولاً: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون ٩ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُون ١٠}⁣[الجمعة].

  وفي «الاعتصام» ج ٢ ص ٤٥ - ٤٧ ما لفظه: وفي «الأحكام» للهادي # بسنده إلى علي # أنه قال: «الصلاة الوسطى هي صلاة الجمعة وهي في سائر الأيام الظهر»، قلتُ: ورواه محمد بن منصور في «أمالي أحمد بن عيسى» عن القاسم بن إبراهيم @ بهذا الإسناد، وفي «شرح التجريد»: روى ابن أبي شيبة بإسناده قال: قال رسول الله ÷: «الجمعة واجبة على كل حالم إلا أربعة: الصبي والمرأة والعبد والمريض» وفيه أيضاً بإسناده «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة يوم الجمعة»، وروى في «الشفاء» عن النبي ÷: «من ترك الجمعة من غير عذر ولا علة طبع الله على قلبه»، وفي «البرهان» للإمام أبي الفتح الديلمي # في تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}⁣[الجمعة: ١١] قال: إن رسول الله ÷ كان في الخطبة فأقبلت عِير فأخذ الناس يهرعون إليها، فلم يبق مع النبي ÷ إلا ثلاثة ... فأنزل الله هذه الآية»، قال: وأخرج البخاري ومسلم والترمذي نحواً من هذا الحديث. اهـ المراد.

  وفي «سنن الدارقطني» ج ٢ ص ٣ أحاديث مثل ما أسلفنا في [باب من تجب عليه الجمعة].