الصلاة الوسطى هي الجمعة والظهر في سائر الأيام
الصلاة الوسطى هي الجمعة والظهر في سائر الأيام
  قال الإمام: واختلف علماؤنا في تعيينها فقال بعضهم: هي صلاة الجمعة، وهذا القول هو قول القاسم بن إبراهيم والهادي إلى الحق وأسباطهما $، وهو قول الناصر للحق #، وهو المروي عن علي # فإنه قال: «الصلاة الوسطى هي صلاة الجمعة وهي في سائر الأيام الظهر» قال القاضي زيد: «وهذا يجري مجرى المسند؛ إذ لا مساغ للاجتهاد فيه» وهو قول زيد بن ثابت وعائشة وحفصة، ويدل على ذلك من السنة ... إلخ». اهـ كلام الإمام.
  قال الشوكاني: «قوله: فصل: في تفسير الصلاة الوسطى ... إلخ، أقول: ليس في المقام ما يوجب الاضطراب وانتشار المذاهب التي ذكر المصنف بعضها فإن الأدلة الدالة على أنها صلاة العصر نص في محل النزاع لو لم يكن منها إلا قوله ÷: «شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر» لكان مغنياً عن غيره، وأما ما روته عائشة بلفظ: «وصلاة العصر» بعد قوله تعالى: {والصَّلاَةِ الْوُسْطَى}[البقرة: ٢٣٨] فهذا لو لم يرد ما هو أرجح منه وأصرح كان غاية ما فيه أن الصلاة الوسطى ليست صلاة العصر من دون تعيين لها بكونها صلاة كذا، هذا أصل ما تقتضيه الواو من مغايرة ما قبلها لما بعدها، وقد ترد نادراً للدلالة على أن ما بعدها تفسير لما قبلها إذا أورد ما يدل على ذلك، وقد ورد هاهنا ما يدل على ذلك، ويوجب حمل هذه الواو عليه، وهو ما ذكره المصنف من رواية عائشة نفسها ترفعه بلفظ: «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر» فإن هذا تصريح بالمراد لا يبقى بعده ريب، وهو ثابت في «الصحيحين» وغيرهما بهذا اللفظ، وبلفظ: «والصلاة الوسطى صلاة العصر»، وثابت أيضاً عن غير عائشة من الصحابة، فاقتضى هذا حمل الواو المذكورة في تلك الرواية على ما ذكرناه هاهنا، ولم يرد دليل يوجب الكلام عليه في تعيين غير العصر من الصلوات، وأقوال الصحابة ليست بحجة،! والتقديرات بأن الصلاة الفلانية هي الوسطى؛ لكون قبلها كذا وبعدها كذا لا تقوم به