(الشفاعة)
(الشفاعة)
  قال الشوكاني: «قوله: لعل الله أن يشفعهم فيرقى الميت منزلة أعلى من منزلته ... إلخ، أقول: هذا جمود على مذهب الاعتزال» اهـ كلامه.
  أقول: أنشدك الله أيّ جمود في كلمة الإمام؟! وهل هي إلا إطماع في رحمة الله للجنازة بسبب الشفاعة، وهذا يقول به كل مؤمن، وإنما صدره الحاقد على الاعتزال جرّه إلى أن يختلق ما لا وجود له.
  ثم قال: «وتقنيط العباد من رحمة الله» اهـ.
  أقول: أخزى الله من ادّعى على بريء كذباً وزوراً، أي تقنيط في هذا؟!
  ثم يقول: «بشفاعة رسول الله وشفاعة المؤمنين من أمته» اهـ.
  يقول: «وسبب هذا» ما هو؟
  يقول: «إن غالب علماء الاعتزال - رحمهم الله - لاسيما القدماء منهم كانوا لا يرفعون إلى السنة المطهرة رأساً ولا يعرفون منها رسماً» اهـ كلامه.
  أقول: إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون، وسيأتي تعدادهم من «مقدّمة البحر» وهم أعلم وأعلى، وأقوم سبيلاً وأقوى.
  ثم يقول: «يعرف هذا من عرفه من علماء التاريخ المشتغلين بالاطلاع على أحوال الناس فكانوا يقصرون أنظارهم على النصوص القرآنية والقواعد التي قد اصطلحوا عليها في ذات بينهم فبهذا قد يهملون ما تواتر من السنة كمسألة الشفاعة» اهـ.
  لكن الإمام أثبتها بصلاة المؤمنين، والمطلع سيطلع ويقبّح اختلاف ما يقول، وأنه خرص لا مبرر له، وتحامل لا حامل عليه.