الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

(الشفاعة)

صفحة 447 - الجزء 1

  وبعد قذفه المشين لأئمة الهدى وأعلام الدين وحماة الشريعة وحملة علم التوحيد والعدل، حكى حكاية زعم أنها جرت له في أيامه وهو متولي الفتوى، والظاهر أنها أيام صدور الفتوى بقتل العالم المحقق ابن حريوة السماوي واستحلال دمه بغير ذنب إلا لأنه عالم تقي، وفاضل ورع نقي، حسداً وبغياً على يد الظالم الإمام المجاهر الذي أخذ الشوكاني منه ولايته (المهدي عبد الله) وهو يقرأ {وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}! [هود: ١١٣]، والحكاية التي أوردها قشرتها نظيفة وداخلها أذى، ظاهرها مدح للعلماء من أهل البيت وغيرهم في أيامه، وباطنها أنهم مع علمهم بالحق يميلون إلى الباطل مصانعة للجهال، وحماية لمنصب أو مال أو جاه.

  والله سبحانه وتعالى، ثم الناس، يعلمون من هو الذي يبيع دينه وعلمه بالمنصب ويتولى مع الطغاة؟! أما أهل البيت فسلْ: من هو الذي وقف ضد هشام وطغيانه أهو زيد أو الشوكاني؟! ومن الذي صارع طغيان زياد ويزيد أهو الحسين وزينب بنت علي أو الشوكاني؟! ومن هم الذين سُفكت دماؤهم وحُبسوا وشرّدوا وأُوذوا ولُعِنُوا على المنابر في سبيل إقامة الحق وإصلاح الأمة، أهم آل بيت رسول الله في كل عصر أو الشوكاني؟!

  العاقل إذا أراد أن يذم غيره أو يمدح نفسه لا يَهْوي من حالق فيهلك وإنما يقول قولاً يقبله بعض المغفلين لا قولاً يُجْمع الناس على ردّه.

  ولمَّا ألهب مشاعري قلتُ ما يلي - إلا الخامس فهو للحريري -:

  باغِضَ آل المصطفى ... حَسْبُكَ هذا وكَفَى ... مُسَوّداتِ الصُّحُفا

  والوجه يومَ المرجع

  كم قالةٍ أحدثتَها ... وكذبةٍ دَوّنتَها ... وفريةٍ أذعتَها

  في مَحْفَلٍ ومجمع