دعوة وهابية لهدم القبة المحمدية
  وأبو بكر رأسه بين كتفي رسول الله وعمر رأسه عند رجل رسول الله ÷، وروى البخاري من حديث سفيان التمار أنه رأى قبر رسول الله ÷ مُسَنّماً، ورواه ابن أبي شيبة من طريقه، وزاد: وقبر أبي بكر وعمر كذلك. أي مسنَّماً. اهـ المراد.
  فاختار الإمام الشافعي | التسطيح، واختار أئمتنا $ وأبو حنيفة | التسنيم؛ لدلالة الحديث على جواز الأمرين.
  وروى في «تلخيص الحبير» ج ٢ ص ١٣٣: حديث أنه ÷ وضع صخرة على قبر عثمان بن مظعونٍ، وقال: «أعرف بها قبر أخي وأدفن إليه من مات من أهلي» أبو داود. اهـ المراد، وهل هذا إلا كالضريح؛ لأن كلاً منهما علامة يميز بها قبرٌ مِن آخر لتسهل زيارتُه.
  والذي نعلم أن هذه اللهجة غريبة على اليمن وعلمائها، وأنها نجدية.
  ولقد كانت تأتينا ونحن في «المدرسة العلمية» رسائل من قبلهم يسيل منها هذا الصديد ويتهموننا بعبادة القبور، وليس الغرض الأهم قبور اليمن ومشاهدها فهي لا تُعَدّ ولا تلفت النظر، وإنما الغرض استقطاب أصوات المسلمين وآرائهم ضد القبر النبوي الشريف كما صرح به الشوكاني هنا في قبته ÷ والمشاهد العلوية في العراقين.
  ولما كان الشوكاني هو المحول الذي عنه تنقل الدعوة الوهابية، وهو محول لا يحتاج إلى وقود، فطاقته الكامنة في جوانحه من المحبة الشديدة لآل بيت رسول الله حيهم وميّتهم كفيلة بتحريك هذا المحول وتشغيله! وصدق من لا ينطق عن الهوى: «إنما لكل امرئ ما نوى».
  وإذا كان المعول عليه في إحراز الأجر ونيل الثواب هو النية، فلا يغتر الناظر بالظاهر فرب رجل يعمل بعمل أهل الجنة وهو به يلج النار، ولهذا كان شيخنا أحمد سلامة | يقول في حديث «منكم من يعمل عمل أهل الجنة» قال: [فيما يرى الناس] «ومنكم من يعمل عمل أهل النار» قال: [فيما يرى الناس].
  نسأل الله التوفيق والإخلاص له وصدق التوجه إليه، وأن يمدّني بتأييده، ويؤيّدني بمَدده.