الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

دعوة وهابية لهدم القبة المحمدية

صفحة 453 - الجزء 1

  وعين الله ناظرة إلينا ... وستر الله مسبول علينا

  وصلى ربنا دوماً وسلم ... على أحمد ختام المرسلينا

  وآل محمد خير البرايا ... وأتقاهم لرب العالمينا

  قوله: «وقد ثبت من حديث أبي الهياج عن علي قال: أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله (لا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته) أخرجه مسلم وأهل السنن ... إلخ» اهـ كلامه.

  أقول: إليك ما في كتاب «الغارة السريعة في الرد على الطليعة» للسيد العلامة بدر الدين الحوثي ص ٥٢٦ فما بعدها ولفظه: رواية أبي الهياج ليس بالمشهور، بحيث يكون حديثه حجة ينكر على من خالفه، وقد قال السيوطي في حاشية سنن النسائي: ليس له في الكتب إلا هذا الحديث ولا نعلم أحداً وثقه إلا ابن حبان، روي أنه وثقه، وقد ظهر من مذهبه توثيق المجاهيل كما قدمناه، وإلا العجلي روي أنه وثقه، وهو يكثر توثيق التابعين لأجل حديث «ثم الذين يلونهم» ... إلخ، مع أن تلك القبور يحتمل أنها كانت قبور مشركين، وإذا كانت كذلك فلا حق لأهلها في التعظيم، فلذلك ينبغي إزالة ما فيها من تعبير عن شرفهم من شرف أو تسنيم وذلك تسويتها في حقهم، ولا يقاس عليها قبور المسلمين؛ لقوله تعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِين ٣٥ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُون ٣٦}⁣[القلم] ويحتمل أنها قبور مجهولة من عهد الجاهلية فكان الأصل فيها أن تجري مجرى قبور الكفار ... إلخ. اهـ المراد.

  وقول الشوكاني: «وأخرج أحمد وأهل السنن أن النبي ÷ (نهى أن يُبنى على القبر)» اهـ كلامه.

  أقول: في «الغارة السريعة» ص ٥٣٤ ما لفظه:

  حديث أبي سعيد (أن رسول الله نهى أن يبنى على القبر) لا نسلم صحته، ففيه سنده وهب غير منسوب ولم نعرفه ولا نقلد في توثيقه؛ لأنهم يوثقون من ليس عندنا ثقة، وفي السند من هو شامي ومن هو بصري، ولا يؤمن أن يكون أحدهما ناصبياً؛ لكثرة النصب