الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

الزكاة في الخضروات

صفحة 480 - الجزء 1

  وخلاصته أن الخضرة لا بقاء لها فأخذ المصدّق لها يعرّضها للتلف، والأحسن رعاية لمصلحة الفقراء أن يصرفها المالك؛ لأنهم حاضرون عنده لا عند العاشر.

  أما بلوغ النصاب فهو معتبر عند الأئمة وهنا ملاحظة:

  الله سبحانه وتعالى ورسوله يحض على الإنفاق ومواساة الفقير {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً}⁣[البقرة: ٢٧٤]، وكم من آية محكمة إمّا حثاً عليه أو مدحاً لفاعليه، ومن السنة المطهرة حتى جعلها تكفّر الخطيئة وجعلها دليلاً على الإيمان في قوله ÷: «والصدقة برهان»، وقال أمير المؤمنين علي #: «من أيقن بالخلف جاد بالعطية»، وهذا دأب الصالحين وشعارهم إسوة برسول الله ÷ وبكتابه، وقد أطنب سبحانه وتعالى في عدة مواضع من كتابه الكريم في الحضّ على الإنفاق وخاصة ما ورد في آية البقرة حتى جعل الأمر بالإنفاق والنهي عنه موزعاً بينه وبين الشيطان فقال سبحانه: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم}⁣[البقرة: ٢٦٨]، والفحشاء هنها البخلُ، والفاحش البخيل، أو العظيم القبح في البخل، ومنه قول الشاعر وهو طَرَفة بن العبد:

  أرى الموت يعتام⁣(⁣١) الكرام ويصطفي ... عقيلة⁣(⁣٢) مال الفاحش المتشدد

  وانظر «مفردات القرآن» للراغب الأصفهاني مادة فحش ص ٣٨٧.

  وفي «نصب الراية» ج ٢ ص ٣٨٧ - في سياق أحاديث «ليس في الخضرة صدقة» - ما لفظه:

  وأما حديث طلحة فله طرق أحدها عند البزار في «مسنده» والدارقطني في «سننه» عن الحارث بن نبهان عن عطاء بن السائب عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة بن عبيد الله قال: قال رسول الله ÷: «ليس في الخضروات صدقة». اهـ.


(١) يختارهم.

(٢) خير.