الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

بحث في فدك

صفحة 486 - الجزء 1

  ما فيه، وقال: إن رسول الله قال: «إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركنا فهو للمسلمين» فرجعت فاطمة باكية حزينة. اهـ المراد.

  قال في الحاشية: الخبر هذا أورده ابن أبي الحديد المعتزلي بروايات عدة انظر «شرح نهج البلاغة» (٤/ ٨٢٤) وما بعدها. اهـ المراد.

  وفي ص ٢٦٦ ما لفظه: فشهد أمير المؤمنين وأم أيمن فكتب لها صحيفة وختمها فأخذتها فاطمة & فاستقبلها عمر فقال: يا بنت محمد هلم الصحيفة، ونظر فيها وتفل فيها ومزقها. اهـ المراد.

  قال في الحاشية: والرواية بنصها أخرجها الإمام عبد الله بن حمزة في كتاب «الشافي» (٤/ ٢١٢ - ٢١٣) عن المؤلف أبي العباس الحسني. اهـ المراد.

  فهل هؤلاء الأئمة الأطهار من أبي العباس الحسني والإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة وغيرهما يعدّون من الروافض؟!

  وهل ابن أبي الحديد المعتزلي الذي أورد الخبر يعدّ رافضياً؟!

  وهل البخاري رافضي بإيراده حديث أن فاطمة لم تترك المطالبة بميراثها حتى توفيت غضبى على أبي بكر؟! ولفظ البخاري ج ٣ ص ١١٢٦ رقم الحديث (٢٩٢٦): عن عائشة: أن فاطمة ابنة رسول الله سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله مما أفاء الله عليه، فقال أبو بكر: إن رسول الله قال: «لا نورث ما تركناه صدقة» فغضبت فاطمة بنت رسول الله فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله ستة أشهر، قالت: وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال: لست تاركاً شيئاً كان رسول الله يعمل به إلا عملتُ به، فإني أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ: فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس، وأما خيبر وفدك فأمسكهما عمر وقال: هما صدقة رسول الله كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه، وأمرُهما إلى من ولي الأمر، قال