الفرق بين العام وصيغ العموم
الفرق بين العام وصيغ العموم
  قال الإمام: (دل على قبح الاستنجاء بالعظمِ والرجيعِ فالعظمُ عامٌّ في كل عَظْمٍ لأنه اسم جنس) ا هـ كلام الإمام.
  قال الشوكاني: «قوله: فالعظم عام في كل عظم لأنه اسم جنس، أقول: صيغ العموم معروفة مدونة في الأصول» ا هـ كلامه.
  أقول: لم يَفْرِق الشوكاني بين العامِّ وصيغ العموم وإليك الفرق بينهما:
  صيغ العموم ألفاظ محصورة وهي: (كلٌّ وجميع ومَنْ ومَا وأيّ) وأُلْحِقَ بها النكرة في سياق النفي أو النهي أو الشرط والجمع المعرَّف(١).
  واللفظ العام الذي أراده الإمام هو اللفظ الذي يصلح له(٢) ويستغرقه إما على سبيل البدل كإكرام رجل وإطعام مسكين وعتق رقبة، فإنه صالح لكل فرد على سبيل البدل، وهذا هو الجنس الذي أراده الإمام(٣) حين قال: (إنه اسم جنس) ومنه قوله تعالى: {الْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ}(٤) دالة على كل عين وأنفٍ وسنٍّ على سبيل البدل وانظر إلى قول العلامة جار الله في شرح قوله تعالى: {إنِّي وَهَنَ العَظمُ مِنِّيْ} وأنه أراد جنس العظام لا عظماً واحداً قال في (الكشاف) (ج ٣ ص ٤):
  وإنما ذكر العظم لأنه عمود البدن وبه قوامه وهو أصل بنائه. اهـ. إلى أن قال: ووحّده (العظم) لأن الواحد هو الدال على معنى الجنسية، وقَصْدُه إلى أن هذا الجنس - يعني لا عظماً واحداً - الذي هو العمود والقوام وأشد ما تركب منه الجسد قد أصابه الوهن. ا هـ المراد.
(١) مثل الرجال.
(٢) يصلح للمسمى ولغيره فالعظم يصلح للملفوظ به ولكل عظم.
(٣) في قوله: فالعظم عام ... إلخ. اهـ.
(٤) سورة المائدة - آية ٤٥.