الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

استحباب صوم يوم الشك

صفحة 10 - الجزء 2

استحباب صوم يوم الشك

  قال الشوكاني: «قوله: فصل: في بيان حكم صوم الشك ... إلخ، أقول: قد استدل المصنف على ذلك بأدلة منها ما رواه عن علي كرم الله وجهه، وهذا مع كونه قول صحابي! هو منقطع كما صرح به غير واحد من الحفاظ ثم في نفس الرواية أنه قد كان شهد عنده شاهد على الرؤية فقال: (هذه المقالة) فكان ذلك من العمل بشاهد واحد وهو الحق كما تقدم» اهـ كلامه.

  أقول: قد تتبعت الأثر الموقوف على والدنا علي # ولم أر من حكى انقطاعه، وهو مذكور في (السنن الكبرى) للبيهقي الجزء الرابع، ولو كان ثَمّ انقطاع فالبيهقي معروف بإحاطته بما يُرْوَى وبما يقال فيما يُرْوَى، لكنه سكت عنه وقرر وروده عنه #.

  وقد روى صاحب (السنن الكبرى) صوم يوم الشك عن علي # مشروطاً بشهادة الرجل عنده، ومطلقاً بدون شهادة أحد، عن عائشة وأختها أسماء وأبي هريرة وعبد الله بن عمر.

  وفي (أصول الأحكام) للإمام المتوكل على الرحمن أحمد بن سليمان ج ١ ص ٢٩٥ ما لفظه: (خبر) وروي عن أم سلمة قالت: (كان رسول الله ÷ يصوم يوم الشك) اهـ.

  قال في الحاشية: أخرجه في شرح التجريد، وأمالي المرشد بالله، وسنن ابن ماجة، والمعجم الكبير للطبراني، ومصنف ابن أبي شيبة. اهـ.

  (خبر) وروي عن أمير المؤمنين # أنه قال: لأن أصوم يوماً من شعبان أحب إلي من أن أفطر يوماً من رمضان. اهـ.

  قال في الحاشية: أخرجه في شرح التجريد، وروى ابن أبي شيبة ج ٢ ص ٢٨٥ عن أم سلمة أن النبي كان يَصِلُ شعبان برمضان، وكذلك في سنن أبي داود. اهـ المراد.