الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

استحباب صوم يوم الشك

صفحة 12 - الجزء 2

  يوم الشك، وهذا أولى من القدح بعدم وجود الحديث.

  وأما قوله: «إنه موقوف عليها» اهـ فكلام لا يظهر على صديق.

  ثم أقول: إن صوم يوم الشك⁣(⁣١) عند القاضي محظور، وشهادة شاهد واحد تفيد الظن؛ لأنه لا يثمر إلا الظن، ولهذا فإن علياً # لم يصمه على أنه من رمضان قطعاً، وإنما قال: (لَأَنْ أصوم) و (لَأَنْ يكون) وهذا الموقف لا يجوز للشوكاني؛ لأن الحظر لا يرتفع بالظن لاسيما وفيه عصيان أبي القاسم في الحديث الذي يزعم الشوكاني صحته.

  وفي (البحر) ج ٢ ص ٢٤٧ ما لفظه: (مسألة) ويوم الشك هو الثلاثون من شعبان مع الغيم، [علي وعائشة وأسماء وعبد الله بن عمر ثم ابن سيرين ثم القاسمية والناصرية]: وندب صومه؛ لفعله ÷، وقول علي #: «لأن أصوم .... الخبرَ» [أبو حنيفة] يكره إن نواه من رمضان. اهـ المراد.

  قال في (تخريج البحر) لابن بهران: قوله: (لفعله ÷) روت أم سلمة أن النبي ÷ (كان يصوم يوم الشك) حكاه في (الانتصار) و (الشفاء) اهـ المراد، وحكى صاحب (نصب الراية) عن أحمد أن يوم ثلاثين من شعبان إذا كان يوم غيم يجب صومه، ولفظه: وأصح الروايتين عن أحمد أنه يجب صومه بنية عن رمضان، ولا يسمى يوم شك. اهـ المراد.


(١) قال الإمام المرتضى محمد بن الهادي في مجموعه صـ ٢٨٧ ج ١ ما لفظه:

وسألتم من أين روت العامة أن صيام يوم الشك لا يجوز وأن على من صامه في قولهم عتق رقبة؟ قال محمد بن يحيى #: يروي هذا الحديث من عمي قلبه وغوي رشده وإنما روى هذه الرواية بعض المضادين لأمير المؤمنين #. اهـ المراد.

وقال في «مجالس الطبري» مجلس في صوم يوم الشك ما لفظه: قال وكان بيني وبين أبي يعقوب المقري بعدن كلام في مجلس ابن رياح فقال لي أبو يعقوب: متى صمت يا أبا الحسين؟ قلت: صمت أمس يا أبا يعقوب، قال: فصام الناس اليوم وصمت أمس لأي علة؟ قلت: للخبر المروي عن علي # قال: وما هو؟ قلت: قوله: لأن أصوم يوماً من شعبان أحب إليَّ من أن أفطر يوماً من رمضان، قال: يا أبا الحسين فأنت تقول بالشك؟ قلت: أمّا في الله وملائكته وكتبه ورسله فمعاذ الله، وأما في نهار أمس فقد شككت فما تقول في نهار أمس كان من شعبان أو من رمضان؟ قال: لا أدري قلت: فقد استوينا في الشك في نهار أمس ولكنك أمنت على نفسك فأقدمت وخفتُ على نفسي فاستحطت.