الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

وجوب تخليل اللحية

صفحة 62 - الجزء 1

  والحنك)، ثم إن الفم من الأمور الباطنة في الإنسان ولهذا لم يُفْطِرِ الصائمُ بريقه؛ لأنه من باطن إلى باطن، ولو ذهبتَ تَبْصُقُ إلى يدك ثم تمصها لأفطرت إجماعاً.

  وفي علم الاشتقاق والصرف أن الوجه والوجاهة والتوجه والمواجهة ونحوها أُخِذْنَ من مادّة (وجه) بالاشتقاق.

وجوب تخليل اللحية

  قال الإمام: ومنها تخليل اللحية ونحن نقول بوجوبه بدلالة خبر وهو ما روي عن النبي ÷ أنه قال: (أتاني جبريل فقال إذا توضأت فخلل لحيتك) وكان ÷ إذا توضأ أخذ كفاً من ماء فأدخله تحت حنكه فخلل به لحيته وقال: هكذا أمرني ربي⁣(⁣١)، ثم روى الإمام أثراً عن جعفر الصادق عن الباقر عن علي # أنه مر برجل يتوضأ فوقف عليه حتى نظر إليه ولم يخلل لحيته فقال: ما بال أقوام يغسلون وجوههم قبل أن تنبت لحاهم فإذا نبتت اللحى ضيعوا الوضوء. اهـ من الشفاء.

  أقول: وفي (الاعتصام الجزء الأول ص [٢٠٨، ٢٠٩]) ما لفظه:

  [باب الأمر بتخليل اللحية]: وفي «أمالي أحمد بن عيسى» @: قال محمد بن منصور: حدثنا جعفر بن محمد - ثم أسنده إلى أنس بن مالك أن رسول الله ÷ خلل لحيته، وقال: (بهذا أمرني ربي).

  وروي هذا الحديث بلفظه في (جامع آل محمد) وفي (أمالي أحمد بن عيسى) وفي (جامع آل محمد ÷): أنه خلل لحيته من تحت حنكه. اهـ المراد.

  وفي (أصول الأحكام) و (شرح التجريد) نحو مما قدمنا وفي (موارد الظمآن) لابن حبّان [الجزء الأول ص ٦٧] عن ثمامة بن شقيق عن أبي وائل قال: رأيت عثمان توضأ فخلل


(١) سنن أبي داود، السنن الكبرى للبيهقي، المعجم الأوسط، جامع الأصول من أحاديث الرسول، مجمع الزوائد، كنز العمال، نصب الراية، تلخيص الحبير، المسند الجامع، تحفة الأحوذي، فيض القدير، مشكاة المصابيح، سلسلة الأحاديث الصحيحة، وقال الألباني: صحيح.