لا يصوم أحد عن أحد
لا يصوم أحد عن أحد
  أورد الإمام # خبرا عن ابن عمر، أن رسول الله ÷ قال: «من مات وعليه صيام أطعم عنه مكان كل يوم مسكين» اهـ، ثم قال: دل ذلك على ما ذكره السيد أبو طالب تخريجا لمذهب الهادي أنه لا يصوم أحد عن أحد. اهـ كلام الإمام.
  قال الشوكاني: «قوله: دل ذلك على ما ذكره السيد أبو طالب تخريجا لمذهب الهادي أنه لا يصوم أحد عن أحد ... إلخ. أقول: لم يصح رفع الحديث المذكور، بل هو موقوف ... إلخ» اهـ كلامه.
  أقول: قد جاء الحديث مرفوعاً في (سنن ابن ماجة) ج ١ رقم الحديث (١٧٤٧) ولفظه: حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا قتيبة، حدثنا عبثر، عن أشعث، عن محمد بن سيرين، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ÷: «من مات وعليه صيام شهر فليُطْعَمْ عنه مكانَ كلِّ يوم مسكينٌ»(١) اهـ.
  وقد صح رفع الحديث عند أئمة أهل البيت $ فقد جاء في (أصول الأحكام) ج ١ ص ٣١٧ ما لفظه: خبر: وعن ابن عمر، أن النبي ÷ قال: «من مات وعليه صوم من شهر رمضان فإن وليه يطعم عنه نصف صاع من بر» قال في الحاشية: رواه في شرح التجريد ج ٢ ص ١٤٢، وأخرج نحوه البيهقي ج ٤ ص ٢٥٤
  عن مالك بلغه أن ابن عمر كان يُسأل: هل يصوم أحد عن أحد أو يصلي أحد عن أحد؟ فيقول: لا يصوم أحد عن أحد، ولا يصلي أحد عن أحد. رواه في الموطأ.
  ثم قال: «ثم لو كان مرفوعا لم ينتهض لمعارضة حديث: (من مات وعليه صوم صام عنه وليه)؛ فإنه لا يختلف في صحته، وقد اتفق عليه أهل الأمهات، ثم لو سلمنا أنه
(١) سنن ابن ماجة رقم الحديث ١٧٧٤، سنن الترمذي رقم الحديث (٦٥١)، صحيح ابن خزيمة رقم الحديث ٣٠٠٣، معرفة السنن والآثار للبيهقي رقم الحديث (٢٦٦٢)، كنز العمال برقم (٢٣٧٩٨).