الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

المنع من فسخ الحج إلى العمرة

صفحة 109 - الجزء 2

  ثم قال: «وأما ما ذكره من قول أبي ذر فليس بحجة على أحد؛ لأنه رأي صحابي فيما للاجتهاد فيه مسرح .... إلخ» اهـ كلامه.

  أقول: قد سبق لنا إيراد قول عثمان وأبي ذر، وكذا النص القرآني، ثم إنه لا يجوز أن يُظَنَّ بأبي ذر ¥ أن يجتهد في شيء لا علم لأحد به إلا لرسول الله ÷، وكان يكرر: «خذوا عني مناسككم، خذوا عني مناسككم، فلعلي لا أحج بعد عامي هذا» فحاشا أبا ذر أن يأخذ من غير رسول الله ÷، وقد قال فيه ÷: «ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر» ثم إنه لا مسرح للاجتهاد في هذا ولا في غيره مع وجود المكلف بالبيان، والمعصوم عن التقصير والنقصان.