وجوب التلبية واستحباب رفع الصوت بها
  ثم قال الشوكاني: «وأما اشتراط كونها - النية - مقارنة لتلبية أو تقليد فلم يدل عليه دليل، بل التلبية ذكر مستقل، وسنة منفردة، وكذلك التقليد للهدي، وأما أنهما شرطان لنية الإحرام بالحج فلا، ومن ادعى ذلك فعليه البرهان» اهـ كلامه.
  أقول: سأكتفي في الرد عليه بما قاله في (جراره) ج ٢ ص ١٢١ ولفظه: وأما كون النية تقارن التلبية فقد ثبت ذلك عن رسول الله ÷ في دواوين الإسلام من غير وجه أنه أهلّ ملبياً، وقد قدمنا لك أن أفعاله وأقواله في الحج محمولة على الوجوب؛ لأنها بيان لمجمل القرآن وامتثال لأمره ÷ لأمته أن يأخذوا عنه مناسكهم، فمن ادعى في شيء منها أنه غير واجب فلا يقبل منه ذلك إلا بدليل، وأما كونها تقارن التقليد - فلما ثبت عنه ÷ في عام الحديبية (أنه لما كان بذي الحليفة قَلَّد الهدي وأشعره وأحرم بالعمرة)! اهـ كلامه من (جراره).