الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

الاغتسال لدخول الحرم سنة

صفحة 137 - الجزء 2

الاغتسال لدخول الحرم سنة

  قال الشوكاني: «قوله: دلت هذه الأخبار على أن الاغتسال سنة، وعلى أن الوضوء فرض قبل الطواف ... إلخ. أقول: أما دعوى سنية الاغتسال لدخول الحرم فلا تتم إلا بعد ظهور أنه ÷ إنما فعل هذا الغسل لذلك، ولا ظهور، والمحتمل لا تقوم به حجة، كما قدمنا ذلك في الغسل للإحرام» اهـ كلامه.

  أقول: اللهم أعنّا على هادمي سنة نبيك، الداعين إلى غير هَدْيه. غير خاف عليك ما جرى به قلم الفقيه من أول الحج، وهنا يحاول تكميل مشواره حتى نخرج بحج مخالف لهدي رسول الله ÷، وإجماع أمته؛ فقد حاول من أول (الحج) أن يهدم أهمَّ ركن فيه، وفاتحة مناسكه وبوابةَ أعماله، وهو الإحرام الذي يعتقد ركنيته حتى المخدَّراتُ في البيوت. ولكن بحمد الله الناس في عافية مما رقم، وفي سلامة مما زَقَّم، وقد عمد الآن إلى أمر عظيم في الحج وهو الطواف، وهو يحاول إبطاله بأسلوب خفي؛ وذلك بسَلْبه الطهارة، ويريد منا طوافًا بحدث، وكأنا نطوف بسمسرة شوكان لا بالبيت العتيق!، وحينما نقول للفقيه: هدي رسول الله ÷ أنه لم يطف طوافًا قط إلا على طهارة، وهَدْي كل نبي وعالم وجاهل ورجل وامرأة يدفع الحجج المبينة للواجب، والفعل المستمر الذي تمسك به الجميع بـ (لعله)، ويترك السنة، وينصب لنا رأيه كراية ضلال، ولم يشاركه في رأيه - فيما أعلم - أحد، وبمجرد التعليل الساقط والاحتمال المنبوذ يدعو إلى نبذ هَدي رسول الله ÷، والائتمام برأيه! ثم سَلْ: هل ما يرقمه الفقيه ويرجحه ويدعو إليه هو أرضى لله مما أُثِرَ عن رسول الله، وفَعَله العلماء وكافة الناس أولا؟! لا ومَنْ جَعَل خير الهَدْي هدي محمد ÷، وأن لو اتبعنا الفقيه فيما رجَّحَ لخرجنا بحجٍّ مبرودٍ مجرودٍ.

  نقول: هذه سنة المصطفى، وهذا حجه، وحج من حج معه، ومن حج من بعده، ومن رآه،