الاغتسال لدخول الحرم سنة
  «الطوافُ بالبيتِ صلاةٌ فأَقِلُّوا فيه الكلامَ» اهـ.
  قال محقق (المختارة): إسناده صحيح بالمتابعة، رواه الحاكم في (المستدرك) ١/ ٤٥٩، من طريق سفيان الثوري عن عطاء عن طاوُس به، بنحوه، وصححه هو والذهبي وقالا: صحيح وقد أوقفه جماعة اهـ المراد.
  ثالثًا: الشوكاني يروي حديث: «الطواف بالبيت صلاة» ثم يحاول بجهده محو المدلول الظاهر، وتغطية الوجه السافر؛ سعيًا في سلب الحديث حجيته، ويجعله مجردًا عن المعنى المراد.
  فنقول للفقيه: قد شبَّه رسول الله ÷ الطواف بالصلاة، ونَزَعْتَ منه الطهور، والنبي ÷ قد أباح فيه الكلام، والطواف إنما هو عبارة عن مشي لا ركوع فيه ولا سجود، فما هو الذي أبقيت ليكون وجه شبه بينه وبين الصلاة؟! ألستَ قد عطَّلت الحديث وأبطلته بأسلوب الاحتيال؟! ثم هل بلغه أن النبي ÷ حينما وقف على مقام إبراهيم تلا قول الله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}[البقرة: ١٢٥] إيذانًا بأن الصلاة فيه مما أُمِر النبيُّ بتبيانها، وأنها من الحج، والصلاة في المقام مترتبة على الطواف كترتب صلاة الجمعة على خطبتها، لهذا ذهب بعض أهل العلم أنه لو صلاها(١) ثم انكشف فساد طوافه وأعاده أعادها.
(١) أي ركعتي المقام، تمت شيخنا.