الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

المبيت بمنى

صفحة 158 - الجزء 2

المبيت بمنى

  قال الإمام: خبر: وروى عاصم بن عدي أن النبي ÷ رَخَّصَ لرعاء الإبل في البيتوتة يرمون يوم النحر، ثم يرمون يوم النَّفْر. دل على ترخيصه لهم وتخصيصه لهم بالترخيص على وجوب البيتوتة ليالي منى بها. ودل على جواز تركها لعذر مثل عذرهم. اهـ كلام الإمام.

  قال الشوكاني: «قوله: دل ترخيصه لهم ... على وجوب البيتوتة ... إلخ. أقول: أما لفظ (رَخَّصَ) فهو لم يكن من لفظه ÷ حتى تقوم به الحجة. وأما إذنه للعباس وللرعاء فهو دليل على عدم وجوب المبيت لا كما قال المصنف؛ لأن المبيت لو كان واجبًا لما أذن رسول الله بتركه لمن أراد فعل مندوب كالسقاية أو مباح كالرعي؛ فالحاصل أن المبيت بمنى ليس بمقصود في ذاته إنما هو لأجل الرمي؛ فالحق ما قالته الحنفية وبعض الشافعية من عدم وجوبه - أي المبيت بمنى - في نفسه» اهـ كلامه.

  أقول: سأكتفي بما قاله (الجرَّار) في ج ٢ ص ١٨٠ ولفظه: قوله: الثامن المبيت بمنى ... إلخ. أقول: قد ثبت ذلك من فعله ÷ الواقع بيانًا لمجمل القرآن والسنة، فأفاد ذلك فرضيته! ويؤيده ما تقدم من ترخيصه للرعاء في البيتوتة، فإن الترخيص لهم يدل على أنه عزيمة على غيرهم، وهكذا ترخيصه ÷ للعباس؛ فإنه يدل على أنه عزيمة على غيره، وبذلك تتأكد الفرضية! اهـ كلامه من (جراره).

  فالشوكاني يرد على الشوكاني! يلعب بهدي رسول الله ويجعله تبعًا لهواه!