الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

التمتع

صفحة 162 - الجزء 2

التمتع

  قال الإمام: والذي يترجح عندنا أن من كان ساكنًا في مكة أو في الحرم لم يكن له أن يتمتع؛ وذلك لأنه من حاضري المسجد الحرام، والله قد أذن في التمتع ثم قال: {ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}⁣[البقرة: ١٩٦]، فاستثنى سبحانه من كان أهله حاضري المسجد الحرام. فدل على أن التمتع منهم غير صحيح. اهـ كلام الإمام.

  قال الشوكاني: «قوله: فدل على أن التمتع منهم غير صحيح لولا ذلك لما استثناه ... إلخ. أقول: قوله تعالى: {ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}⁣[البقرة: ١٩٦] يحتمل أن يكون قيدًا لجميع ما تقدم قبله، وهو قوله: {فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}⁣[البقرة: ١٩٦] أي ذلك التمتع بالعمرة إلى الحج وما بعده هو لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام، ويحتمل أن يكون قيدًا للجملة الأخرى أي قوله تعالى: {فَمَن لَّمْ يَجِدْ}، ومعرفة راجح الاحتمالين مدون في الأصول، والاستدلال بالآية على عدم صحة التمتع من حاضري المسجد الحرام مبني على الاحتمال الأول دون الثاني ..... إلخ» اهـ كلامه.

  أقول: سأكتفي في الرد على الشوكاني بالشوكاني؛ لضيق الوقت، وهو ما جاء في (الجرار) ج ٢ ص ١٩١ وص ١٩٢ ولفظه: وأما قوله: ألا يكون ميقاته داره؛ فقد استدل عليه بقوله تعالى: {ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}⁣[البقرة: ١٩٦] على أن الإشارة إلى التمتع وهو الظاهر! لا إلى الهَدْي، ويؤيد هذا المجيءُ بصيغة الإشارة إلى البعيد، ويؤيده أيضًا قوله تعالى: {فَإِذَا أَمِنتُمْ} فإنه خطاب للمُحْصَرين لا لأهل مكة؛ فإنهم لا يُحْصَرون عن البيت. اهـ كلامه من (جرَّاره).