(تحريم الزيادة على الأربع)
  أقول: كلام الشوكاني هذا يوهم أن الحديث المذكور ضعيف ومعلول بجميع طرقه، وهذا محض افتراء وعدم دراية بالحديث وطرقه؛ إذ إن الحديث المذكور صحيح على شرط الشيخين، وإليك ما قاله الضياء المقدسي الحنبلي صاحب (المختارة) ج ١٣ ص ٢٧٥ فما بعدها ولفظه برقم (٣٨٥): أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر القرشي وغيره، أن سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أخبرهم، أنبأنا عبد الواحد بن أحمد، أنبأنا عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق، أنبأنا جدي إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا أحمد بن منيع، حدثنا يزيد، أنبأنا ابن أبي عروبة، عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: أسلم غيلان الثقفي وتحته عشر نسوة في الجاهلية وأسلمن معه، فأمره رسول الله ÷ أن يختار منهن أربعاً. اهـ المراد، قال محقق (المختارة): إسناده صحيح. اهـ.
  ثم روى المقدسي بسنده - برقم ٣٥٩ - عن ابن عمر قال: أسلم غيلان الثقفي وعنده عشر نسوة فأمره النبي ÷ أن يأخذ منهن أربعاً. اهـ، قال محقق (المختارة): إسناده صحيح. اهـ.
  وروى الضياء المقدسي أيضاً - برقم ٣٦٠ - بسنده إلى ابن عمر: أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وعنده عشر نسوة، فقال له رسول ÷: «اختر منهن أربعاً» اهـ. قال محقق (المختارة): إسناده صحيح، والحديث عند أبي يعلى برقم (٥٤٣٧، ٩/ ٣٢٥). اهـ المراد.
  ثم اقرأ أخيراً وصية الشوكاني في خاتمة البحث: يوصينا بتوفية الاجتهاد حقه ... إلى آخر تلك الوصايا، حتى قال: «كما نفعله في كثير من الأبحاث»! اهـ.
  ومن جهلت نفسه قدره ... رأى غيره منه ما لا يرى
  هكذا الجهل المركب!
  قال حمار الطبيب يومًا ... لو أنصف الدهر كنت أركب
  لأنني جاهل بسيط ... وصاحبي جاهل مركب