الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

النوم ناقض للوضوء

صفحة 85 - الجزء 1

  وهو مذهب سائر أهل البيت $.اهـ كلام الإمام.

  قال الشوكاني: «أقول في هذا المقام ما يزيدك اطمئناناً بما أسلفناه من أن حكايات الإجماعات في غالب الحالات خرافات فإن الإمام أحمد بن عيسى نقل الإجماع على أن من نام وهو راكع أو ساجد أو جالس لم ينتقض وضوؤه، والمؤيد بالله حكى ما يفيد الإجماع من أهل البيت $ بأن النوم ينقض على أي صفة كان، وعلى أي حال كان النائم»، اهـ كلامه.

  أقول: لا يخفاك ما في نقل القاضي من الحذف؛ لأن المنقول عن المؤيد بالله موافق الهادي فيما جنح إليه، وهو أن النوم - المزيل للعقل - ينقض الوضوء على أي حال، وهذه اللفظة: (المزيل للعقل) موجودة أمام عينيه وليتم له الاعتراض بالباطل ألغاها.

  وفي «المغني» لابن قدامة ج ١ ص ٢٢٧ ما لفظه: الضرب الثاني: النوم وهو ناقض للوضوء في الجملة في قول عامة أهل العلم إلا ما حكي عن أبي موسى الأشعري وأبي مجلز وحميد الأعرج «أنه لا ينقض» ولنا قول صفوان بن عَسَّال: «لكن من غائط وبول ونوم» وقد ذكرنا أنه صحيح، وروي عن علي ¥ عن النبي ÷ قال: «العين وكاء السَّهِ فمن نام فليتوضأ»⁣(⁣١) رواه أبو داود وابن ماجة، ولأن النوم مظنة الحَدَث فأقيم مُقامه، كالتقاء الختانين في وجوب الغسل أُقيم مُقام الإنزال اهـ المراد.

  وفي «مشكاة المصابيح» للخطيب التبريزي ج ١ ص ١٠٣ ما لفظه: وعن علي قال: قال رسول الله ÷: «وِكاءُ السَّهِ العينانِ فمن نام فليتوضأ» رواه أبو داود⁣(⁣٢). اهـ المراد.

  وقلمُه لمّا يجفّ مما رقمه في الصفحة السابقة في نفس الورقة عن القاسم بن إبراهيم وهو يقول: (وعلى أي حال كان النوم من قيام أو قعود أور ركوع أو سجود زال معه عقل صاحبه لزمه بزوال عقله إعادة وضوئه وصلاته).


(١) أخرجه أبو داود، وابن ماجة، وأحمد في «مسنده» وصححه الألباني وأحمد شاكر.

والسَّهُ: اسم من أسماء الدبر.

(٢) قال الألباني في الحاشية: ورواه أحمد أيضاً وابن ماجة وهو عندي حديث صحيح وقد تكلمت على إسناده وطرقه في «صحيح سنن أبي داود».