الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

(انتقاض الوضوء بخروج الدم)

صفحة 97 - الجزء 1

  أو قَلْساً فليتوضأ ثم ليتم على ما مضى ما بقي وهو مع ذلك يتَّقي أن يتكلم» اهـ المراد.

  وفي (نصب الراية) الجزء الأول ص (٣٨) ما لفظه: عن النبي ÷ أنه قال: (من قاء أو رعف في صلاته فلينصرف وليتوضأ وليبن على صلاته ما لم يتكلم).

  قال الزيلعي: قلتُ: رُوي من حديث عائشة ومن حديث الخدري، فحديث عائشة صحيح، وأعاده في باب الحدث في الصلاة، أخرجه ابن ماجه في (سننه) في الصلاة عن إسماعيل بن عياش عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة. اهـ المراد.

  وفي (نصب الراية) أيضاً الجزء الأول ص (٤٢) ما لفظه: روى مالك في (الموطأ) حدثنا نافع عن ابن عمر أنه كان إذا رعف رجع فتوضأ ولم يتكلم ثم رجع وبنى على ما قد صلى.

  وعن مالك رواه الشافعي في (مسنده) قال: وحدثنا عبدالمجيد عن ابن جريج عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أنه كان يقول: من أصابه رعاف أو مَذِيّ أو قيء انصرف فتوضأ ثم رجع فيبني، وروي عن عبد الرزاق في (مصنفه) أخبر الثوري عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي # قال: (إذا وجد أحدكم رِزْءاً⁣(⁣١) أو رعافاً أو قيئاً فلينصرف فليتوضأ فإن تكلم استقبل⁣(⁣٢) وإلا اعتدَّ بما مضى)، وعن علي # وعن سلمان وعن سعيد بن المسيب مثله ... إلخ. اهـ المراد.

  ويجزم الشوكاني أنه لا يوجد حديث صحيح، وقدمنا لك ما قدمنا، ويجزم كأنه ابن عقدة أو الأعمش أو شعبة، ثم نقلنا الآثار الدالة على موافقتهم لما ترجَّح عند العترة الطاهرة على أن كل عالم يعلم نزاهة جانبهم من تعصب أو غلو أو أن يقولوا على رسول الله ÷ ما لم يقل، أو يجادلوا بالباطل.

  وهذا معلوم عند صديقهم وعدوهم، ولهذا وَثِق المطلع بنقلهم ونزاهة إسنادهم، ولعمري إنهم $ لأولى من غيرهم بالاعتماد عليهم والاتباع لهم، لما هم عليه


(١) أي غرغرة في البطن.

(٢) استأنف.