كتاب الطهارة
  بالاتفاق(١). وذهب إمام الحرمين(٢)، والمحققون(٣) إلى أن النضح أن يغمر ويكاثر بالماء(٤) مكاثرة لا يبلغ جريان الماء، وتردده وتقاطره بخلاف المكاثرة في غيره، فإنه يشترط أن يكون بحيث يجري [بعض](٥) الماء ويتقاطر من المحل(٦)، وإن لم يشترط عصره، وهذا هو الصحيح المختار. ويدل عليه قوله: "فنضحه(٧) ولم يغسله"، وقولها: فرشه(٨). والله أعلم.
  ثم إن النضح إنما يجزيء ما دام الصبي مقتصرًا على الرضاع(٩)، أما إذا أكل الطعام على جهة التغذية فإنه يجب الغسل بلا خلاف. والله أعلم. انتهى بلفظه(١٠).
  وفي شرح الإرشاد(١١) لابن أبي شريف(١٢) ما لفظه: والأقرب أن الرش الذي لم
(١) انظر: شرح مسلم للنوي ٣/ ١٩٥.
(٢) إمام الحرمين: عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني، أبو المعالي، الإمام شيخ الشافعية، صاحب التصانيف، ولد سنة (٤١٩ هـ) بجوين، سمع من أبيه، فقيه متكلم وأصولي، له مؤلفات كثيرة، منها: كتاب الرسالة النظامية ونهاية المطلب في المذهب، والإرشاد في أصول الدين، وغيرها، وقد سمي بإمام الحرمين؛ لإقامته بمكة أربع سنين يدرس ويفتي، كما قال اليافعي، ودفن في داره ثم نقل إلى مقبرة الحسين بعد سنتين، ودفن بجانب والده، وكان له نحو أربعمائة تلميذ، توفي بنيسابور ٢٢/ربيع الآخر/سنة ٤٧٨ هـ. انظر: الأنساب ٣/ ٣٨٦، والأعلام ٤/ ١٠٦، ووفيات الأعيان ٣/ ١٦٨ - ١٦٩، وشذرات الذهب ٣/ ٣٥٨، والعقد الثمين ٥/ ٥٠٧.
(٣) انظر: شرح صحيح مسلم للنووي ٣/ ١٩٥.
(٤) في (ب): أن يغمر بالماء ويكاثر بالماء.
(٥) ما بين المعقوفتين زيادة من شرح مسلم.
(٦) في (ب، ج): ويتقاطر في المحل.
(٧) في (ب، ج): فنضحه بالماء.
(٨) أي فنضحه.
(٩) الرضاع: مص الرضيع من ثدي أمه في مدة الرضاع. انظر: التعريفات ص ١٤٨.
(١٠) شرح مسلم للنووي ٣/ ١٩٥.
(١١) كتاب في الفقه، واسمه: الإسعاد بشرح الإرشاد، تأليف كمال الدين محمد بن محمد بن أبي شريف المقدسي، شرح به كتاب متن الإرشاد لأبي بكر إسماعيل المقري، لا زال مخطوطا، منه نسخة بمكتبة الجامع الكبير برقم (١٢٢٦). ينظر: فهرست مخطوطات الجامع الكبير ٢/ ٩٠٢.
(١٢) ابن أبي شريف: كمال الدين محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن أبي شريف المقدسي، أبو المعالي، من فقهاء الشافعية، عالم بالأصول، مفسر، متكلم، ولد بالمقدس في ٥/ذي الحجة/٨٢٢ هـ، وقرأ على بعض علمائها القرآن بالروايات، والعربية، والأصول، والمنطق، والعروض، والحديث، والفقه، ورحل إلى القاهرة، وأخذ عن علمائها. استوطن القاهرة وانتفع بها أهلها، ثم عاد إلى بيت المقدس وبها توفي في ٢٥/جمادى الأولى/سنة ٩٠٦ هـ. من مؤلفاته: الفتاوى، وحاشية على تفسير البيضاوي لم تكمل، وشرح الإرشاد، وحاشية على شرح المحلى لجمع الجوامع لابن السبكي، وغيرها ... انظر: شذرات الذهب لابن العماد ١٠/ ٤٧، والبدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، للشوكاني ٢/ ٢٤٣ - ٢٤٤، معجم المؤلفين ٣/ ٦٣٢، والأعلام ٧/ ٥٣.