تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب: صفة الصلاة

صفحة 193 - الجزء 2

فصل: [سنن الصلاة]

  (وسننها: التعوذ، والتوجهان قبل التحرم) أما التعوذ فهو مشروع ندبًا إجماعًا⁣(⁣١)؛ لقوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ٩٨}⁣(⁣٢) (⁣٣)، أي إذا أردت أن تقرأ؛ ولما روي عن أبي سعيد أن النبي ÷ كان يتعوذ إذا أراد الصلاة فيقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). حكاه في الانتصار. وهذا لفظ التعوذ عند المؤيد بالله والشافعي⁣(⁣٤)؛ للآية.

  وعند الهادي⁣(⁣٥): أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم⁣(⁣٦)؛ لقوله تعالى: {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٢٠٠}⁣(⁣٧). وفيه⁣(⁣٨) جمع بين الآيتين. قال الإمام يحيى: ويتبع الصلاة في الجهر والإسرار⁣(⁣٩). وقيل: يجهر به مطلقًا⁣(⁣١٠). وقيل: يسر مطلقا⁣(⁣١١)، ومحله عند الهادي قبل التوجه⁣(⁣١٢).

  والتوجه أيضًا مشروع ندبًا عند العترة والفريقين⁣(⁣١٣)، خلافا لمالك⁣(⁣١٤). ومحله عند الهادي ومن وافقه بعد التعوذ قبل التكبير⁣(⁣١٥)، ولفظه عنده: {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ٧٩}⁣(⁣١٦)


(١) البحر الزخار ٢/ ٣٩٠، واللباب ١/ ٦٨، والأم ٢/ ١٥١، ومجموع النووي ٣/ ٢٨٢، والمغني ١/ ٥١٩، وقال مالك في المدونة ١/ ١٦٢: لا يتعوذ الرجل في المكتوبة قبل القراءة، ولكن يتعوذ في قيام رمضان إذا قرأه.

(٢) سورة النحل: ٩٨.

(٣) في الأصل: {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} الآية.

(٤) الأم ٢/ ١٥١، والبحر الزخار ٢/ ٣٩١.

(٥) في (ب): الهادي عليه، وفي (ج): الهادي #.

(٦) الأحكام في الحلال والحرام ١/ ٩١.

(٧) سورة الأعراف: ٢٠٠.

(٨) في (ب، ج): ففيه.

(٩) البحر الزخار ٢/ ٣٩١، والمجموع ٣/ ٢٨٢.

(١٠) هو قول أبي هريرة. البح الزخار ٢/ ٣٩١.

(١١) هو قول ابن عمر، والشافعية، والحنفية. البحر الزخار ٢/ ٣٩٢، والمجموع ٣/ ٢٨٢، واللباب ١/ ٦٨، ومختصر الطحاوي ص ٢٦، وأجاز الشافعي في الأم ١/ ١٥١ الجهر والإسرار.

(١٢) الأحكام في الحلال والحرام ١/ ٩٢.

(١٣) البحر الزخار ٢/ ٣، والأحكام/ ٢/ ١٤٧، والمجموع ٣/ ٢٧٥، ٢٧٨، واللباب ١/ ٦٨.

(١٤) المدونة ١/ ١٦١.

(١٥) الأحكام في الحلال والحرام ١/ ٩٢، وشفاء الأوام ١/ ٢٨٥.

(١٦) سورة الأنعام: ٧٩.