تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب صلاة العيد

صفحة 413 - الجزء 2

[وقت صلاة العيد]

  قوله أيده الله تعالى: (وهي ما بين انبساط وزوال ركعتان جهرا) هذا هو وقت صلاة العيدين عند الأكثر، وهو من⁣(⁣١) انبساط الشمس إلى الزوال. والمراد بالانبساط خروج الوقت المكروه⁣(⁣٢).

  وقال في الإبانة: تصلى بعد رفع النهار. قال في حواشيها: يعني مع الجماعة؛ ليجتمع الناس. أما المنفرد فبعد زوال الوقت المكروه.

  قال في الياقوتة: وذكر الشيخ عطية في مذاكرته عن الإمام أحمد بن الحسين أن المنفرد يصلي العيد بعد طلوع الفجر.

[الأكل قبل الصلاة]

  قال في اللمع: ويستحب تأخير صلاة [عيد] الفطر القدر الذي يتناول فيه ولو شربة من الماء وقدر ما يخرج زكاة الفطر⁣(⁣٣).

  ويستحب تعجيل صلاة الأضحى؛ لأجل كون النحر بعدها⁣(⁣٤)، ولحديث بريدة الأسلمي: كان النبي ÷ لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ولا يطعم يوم الأضحى حتى يصلي. رواه أحمد، والترمذي، وابن حبان، وغيرهم⁣(⁣٥).

  ويندب في عيد الفطر أن يأكل تمرات وترًا قبل الخروج؛ لحديث أنس: كان رسول الله ÷ لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وترًا. أخرجه البخاري إلَّا قوله: ويأكلهن وترًا، فذكره تعليقا بلفظ: ويأكلهن أفرادا⁣(⁣٦)، ووصله أحمد [وغيره]⁣(⁣٧). حكى ذلك في التلخيص⁣(⁣٨).


(١) في (ب، ج): وهو انبساط الشمس.

(٢) شرح الأزهار ١/ ٣٧٩، والانتصار ٤/ ٣١٧، والكافي في فقه أهل المدينة ١/ ١٢٨، والمهذب ١/ ٣٨٧.

(٣) شرح الأزهار ١/ ٣٧٩، والانتصار ٤/ ٣١٧، والمهذب ١/ ٣٨٨.

(٤) الانتصار ٤/ ٣١٧.

(٥) سنن الترمذي ص ١٣٥ رقم (٥٤٢)، كتاب أبواب العيدين - باب في الأكل يوم الفطر قبل الخروج، وقال: حديث حسن، وسنن ابن ماجة ص ٢٨٥ رقم (١٧٥٥)، كتاب الصيام - باب الأكل يوم الفطرة، وصحيح ابن حبان ٧/ ٥٢ رقم (٢٨١٢)، كتاب الصلاة - باب العيدين.

(٦) صحيح البخاري ص ١٧٨ رقم (٩٥٣)، كتاب العيدين - باب الأكل يوم الفطر قبل الخروج، وسنن الترمذي ص ١٣٥ رقم (٥٤٢)، كتاب أبواب العيدين - باب في الأكل يوم الفطر قبل الخروج، وقال: حديث حسن، وسنن ابن ماجة ص ٢٥٨ رقم (١٧٥٥)، كتاب الصيام - باب في الأكل يوم الفطر قبل أن يخرج.

(٧) في التلخيص: الإسماعيلي، وابن حبان، والحاكم.

(٨) تلخيص الحبير ٢/ ٨٤.