باب [الأذان والإقامة وأحكامهما]
  ويدعو حيث وكما ورد) أراد بنحو المصلي مستمع الخطبة، وقاضي الحاجة، وسائر من شرع له الإمساك عن الكلام، قيل: إلا الطائف، فيجيب، وقوله: (حيث وكما ورد) من حذف المضاف إليه الأول لدلالة الثاني عليه، كقوله: بين ذرَاعَي وجبهة الأسد.
  ومعنى قوله: (يجيب) يقول مثل ما يقول المؤذن؛ لحديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله ÷ قال: (إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن). أخرجه الستة(١).
  ومعنى يحولق: يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله [العلي العظيم](٢) عند الحيعلتين؛ لحديث عمر قال: قال رسول الله ÷: (إذا قال المؤذن: الله أكبر، الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر، الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمدا رسول [الله](٣)، فقال: أشهد أن محمدًا رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة، فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حي على الفلاح، فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر، الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله من قلبه، دخل الجنة). أخرجه مسلم وأبو داود(٤).
[ما يندب للمؤذن والسامع]
  ويندب للسامع أن يقطع ما هو فيه من قراءة، أو ذكر(٥)؛ ليتابع المؤذن، فإن كان في صلاة فبعد فراغه منها، والمسنون أن يتابع في كل كلمة على انفراد ها، كما هو ظاهر
(١) الموطأ ١/ ٥٧ رقم (١٨٥)، كتاب الصلاة - باب ما جاء في النداء للصلاة، والبخاري ١/ ٢٢١ رقم (٥٨٦)، كتاب الأذان - باب ما يقول إذا سمع المنادي، ومسلم ١/ ٢٨٨ رقم (٣٨٣)، كتاب الصلاة - باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه، والنسائي ٢/ ٢٣ رقم (٦٧٣)، كتاب الأذان - باب القول مثل ما يقول المؤذن، والترمذي ١/ ٤٠٧ رقم (٢٠٨)، كتاب الصلاة - باب ما جاء ما يقول الرجل إذا أذن المؤذن، وابن ماجة ١/ ٢٣٨ رقم (٧٢٠)، كتاب الأذان والسنة فيها - باب ما يقال إذا أذن المؤذن.
(٢) ما بين المعقوفتين من (ج).
(٣) ما بين المعقوفتين ساقط من (الأصل).
(٤) مسلم ١/ ٢٨٩ رقم (٣٨٥)، كتاب الصلاة - باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه، وأبو داود ١/ ٣٦١ رقم (٥٢٧)، كتاب الصلاة - باب ما يقول إذا سمع المؤذن.
(٥) في (ب، ج): وذكر.