يجب؛ والوجه للآخرين أنه توضأ بماء للغير من غير إذنٍ، فلم يجزه كما لو كان عالمًا؛ والعلة كونه للغير. انتهى.

[مسائل ملحقة بما سبق ذكره]

  ويلحق بما سبق ذكره في هذا الباب مسائل:

الأولى: في الآبار إذا وقعت فيها نجاسة:

  وتفصيل الكلام في ذلك أن النجاسة إن غيرت أحد أوصاف الماء صار نجسًا إجماعًا، وكذلك قرار البئر، وذلك ظاهر، وإن لم تغير أحد أوصافه، فإنْ كان كثيرًا⁣^(⁣١) فهو طاهر عند الهادي والناصر والشافعي⁣^(⁣٢)، وأكثر العلماء كغيره من المياه؛ لعموم الأدلة التي تقدم ذكرها.

  وعند زيد بن علي، وأبي حنيفة أن للآبار حكمًا مخصوصًا لضيقها، فإن كان النجس الواقع فيها مائعًا أو جامدًا ينفسخ أو يرسب لثقله كالآدمي - فإن الماء ينجس جميعه، وإن لم يكن [النجس]⁣^(⁣٣) كذلك نزح بقدره، فللفأرة والعصفور وما لم يبلغ حد الحمامة عشرون ثلاثون دلوًا⁣^(⁣٤).

  قال أبو جعفر⁣^(⁣٥): الدلو عشرة أرطال⁣^(⁣٦). ورواه في الكافي⁣^(⁣٧) عن محمد بن منصور⁣^(⁣٨).

(١) في (ب): فإن كان كثيرٌ، وهو خطأ.

(٢) انظر: شرح الأزهار ١/ ٧٠، والناصريات ص ٦٨، والمهذب في فتاوى الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة ص ١٨، وروضة الطالبين ص ١٣.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).

(٤) مسند الإمام زيد ص ٨٥، ومختصر اختلاف العلماء ١/ ١١٧، ومختصر الطحاوي ص ١٦، والمحيط البرهاني في الفقه النعماني، تأليف العلامة الشيخ الإمام محمود بن أحمد بن عبد العزيز بن عمر بن مازة البخاري - تحقيق: الشيخ أحمد عزو عناية - دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان - ط ١ (١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م) ١/ ١١١، ١١٢.

(٥) هو محمد بن يعقوب الهوسمي الزيدي، أبو جعفر، العلامة الفقيه، كان محققا مجتهدًا، وكان من قضاة السيد أبي طالب. له تصانيف منها: شرح الإبانة أربعة مجلدات في مذهب الناصر، والكافي مجلدان، وله كتاب الديانات في علم الكلام، وتعليق العمدة في أصول الفقه، توفي سنة (٤٥٥ هـ) وقبره بهوسم. انظر: طبقات الزيدية الكبرى ٢/ ١١١٣ رقم (٦٩٧)، وتراجم رجال الأزهار للجنداري ٣/ ٣٧.

(٦) انظر: شرح الأزهار ١/ ٧٤.

(٧) الكافي شرح الوافي في الفقه، لأبي جعفر محمد بن يعقوب الهوسمي (مجلدان) مخطوط. انظر مؤلفات الزيدية ٢/ ٣٧١، تأليف: السيد أحمد الحسيني - منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي - ط ١ (١٤١٣ هـ).

(٨) المرادي، أحد الزيدية الأعلام، علامة العراق، كان الأئمة يُجِلُّونه إجلال الأب الكريم، وهو صاحب =