الباب الأول
  ذكره جده المهدي عليه رضوان الله ورحمته، وحرره المؤلف أيده الله وقرره من قولهم بالتوحيد والعدل وتنزههم عن التشبيه والجبر، وما يستلزمهما، فكانت عقيدتهم أحوط للقطع بعدم الندم عليها في موضع القطع بهلكة المخطئ، وإن قُدِّرَ الحق مع مخالفها؛ إذ هو إما ملحد فواضح أو مجبر فلا ندم على ما أجبر عليه، ولا ثالث؛ إذ المشبه والمثبت لرؤية مجبر غالبا، ولا قطع بهلكة المخطئ في عقيدة غير ذلك ما لم يرد ما علم من الدين ضرورة، فيلحق بالملحد لكفره. انتهى.
  ويظهر اتباعه للزيدية من خلال ما كتبه في شرح خطبة الأثمار(١)؛ فقد قال في شرح الأثمار: وسميت الزيدية زيدية؛ لاعتزائهم إلى الإمام زيد بن علي في مسألة الإمامة وغيرها من مسائل أصول الدين، والذي استقر عليه مذهب المتأخرين المحققين منهم القول بأن للعالم محدثا قديما قادرًا عالمًا حيًّا، لا لمعان، وليس بجسم ولا عرض ولا جوهر، وأنه تعالى عدل حكيم لا يفعل القبيح(٢).
  وقد أكثر من المسائل التي تتعلق بعلم الكلام في النسخة التي كانت مسودة، ثم إنه عند تعديلها اكتفى بما ذكرناه، وكل ذلك يؤيد أنه زيدي المذهب، إضافة إلى أنه يقصد بأهل العدل والتوحيد المعتزلة والزيدية.
المبحث السادس: آثاره:
  ١ - مؤلفاته:
  انتشر علم محمد بن يحيى بن بهران، وارتفعت تأليفاته إلى أعلى الدرجات؛ فقد ألف في كل فن من التأليفات المفيدات الكبار المشرقة أنوارها في جميع أقطارها، منها:
  أولاً: في علم التفسير.
  ١ - حاشية على الكشاف، اختصرها من حاشية العلوي، منه نسخة بمكتبة الجامع الكبير في ١٩٩ صفحة رقم (٧٩).
(١) شرح الأثمار، للإمام شرف الدين، مخطوط ص ١٧، نسخة بيت شرف الدين.
(٢) المصدر السابق.