باب المياه
باب المياه
  (إنما ينجس منها مجاورا النجاسة، وما غيرته ولو كثيرًا(١) حتى يصلح، أو وقعت فيه قليلا راكدًا مطلقا خلافا للقاسم [هب](٢) أو متغيرًا بطاهرٍ حتى يصلح، والملتبس مغيره(٣) مطهر، ويتحرى الهادوي بشروطه ويعتبر الانتهاء) هذه الجملة قد اشتملت على مسائل:
المسألة الأولى: في الكلام على لفظ المياه وقسمتها
  أما لفظ المياه فأصله: موَاه، قلبت الواو ياء للكسرة التي قبلها، ومفردها ماء، وأصله(٤) مَوَهٌ بالتحريك، فقلبت الواو ألفا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها، وأبدلت الهاء همزة على غير قياس، فإذا جُمِعَ أو صغر عادت إلى أصلها، فيقال: مياه وأمواه ومويه(٥).
  وأما قسمتها: فهي قراح، ومشوب. فالقراح: هو النازل من السماء، والنابع من الأرض الباقي على أصل خلقته التي خلقه الله عليها، لم يشبه بشائب عيني ولا حكمي، والمشوب بخلافه، وسيأتي تفصيل الكلام فيه.
المسألة الثانية: في بيان ما ينجس من المياه
  وذلك أربعة أنواع: النوع الأول: مجاورا النجاسة، وهما المجاور الأول الذي اتصل بعين النجاسة، والمجاور الثاني المتصل بالمجاور الأول.
  أما المجاور الأول: فمتفق على نجاسته بين من اعتبر المجاورة.
  وأما الثاني: فنجسٌ عند أبي العباس والمؤيد(٦)، طاهر عند أبي طالب(٧)، وقد اختلف في تحديد المجاور.
(١) في (ب): ولو كثر.
(٢) ما بين القوسين من (ب، ج)، وهب نعني أنه ما ذهب إليه الإمام شرف الدين.
(٣) في (ب، ج): والملتبس بغيره طاهر مطهر.
(٤) في (ج): فأصله.
(٥) انظر: الدر المصون في علوم الكتاب المكنون ١/ ١٩٢، ١٩٣، تأليف: أحمد بن يوسف ا لمعروف بالسمين الحلبي (ت: ٧٥٦ هـ)، تحقيق: الدكتور أحمد محمد الخراط - دار القلم - دمشق - ط ١ (١٤٠٦ هـ/١٩٨٦ م). وإملاء ما منَّ به الرحمن، لأبي البقاء العكبري ١/ ٢٤.
(٦) انظر: الانتصار ١/ ٤٩٤، والبحر الزخار ١/ ٢٧.
(٧) انظر: التحرير ١/ ٥٩.