تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب الأوقات

صفحة 96 - الجزء 2

  جابر قال: قال رسول الله ÷: (من خاف أن لا يقوم آخر الليل]⁣(⁣١) فليوتر أوله ثم ليرقد، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة محضورة، وذلك أفضل). أخرجه مسلم والترمذي⁣(⁣٢)، وفي معناه أحاديث أخر. ومن أوتر أول الليل ثم تهجد لم يستحب له إعادته؛ لقوله ÷: (لا وتران في ليلة). أخرجه الترمذي، وأبو داود⁣(⁣٣).

[الأوقات المكروهة]

  قوله أيده الله تعالى: (وتكره جنازة ونفل في الثلاثة) أي تكره صلاة الجنازة ودفنها في الأوقات الثلاثة⁣(⁣٤) التي نهى النبي ÷ عن الصلاة فيهن ودفن الجنازة في خبر عقبة بن عامر الجهني قال: ثلاث ساعات كان رسول الله ÷ ينهانا أن نصلي فيهن، أو نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب. أخرجه الستة⁣(⁣٥) إلا البخاري، والموطأ.

  شرح: تَضَيَّف: بالضاد المعجمة المفتوحة، ثم ياء مثناة من تحت مشددة: أي تميل⁣(⁣٦).

  وأخرج الموطأ والنسائي من رواية عبد الله الصُّنَابِحِيِّ⁣(⁣٧) أن رسول الله ÷


(١) ما بين المعقوفتين ساقط من (ب).

(٢) مسلم ١/ ٥٢٠ رقم (٧٥٥)، كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب من خاف أن لا يقوم من آخر الليل، والترمذي ٢/ ٣١٨ رقم (٤٥٥)، أبواب الوتر - باب الوتر من أول الليل وآخره.

(٣) الترمذي ٢/ ٣٣٤ رقم (٤٧٠)، أبواب الوتر - باب ما جاء: لا وتران في ليلة، والنسائي ٣/ ٢٢٩ رقم (١٦٧٩)، كتاب قيام الليل وتطوع النهار - باب نهي النبي ÷ عن الوترين في ليلة، وأبو داود ٢/ ١٤٠ رقم (١٤٣٩)، كتاب الصلاة - باب في نقض الوتر.

(٤) في (ب، ج): في الثلاثة الأوقات.

(٥) مسلم ١/ ٥٦٨ رقم (٨٣١)، كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها، والترمذي ٣/ ٣٤٨ رقم (١٠٣٠)، كتاب الجنائز - باب ما جاء في كراهية الصلاة على الجنازة عند طلوع الشمس، وأبو داود ٣/ ٥٣١ رقم (٣١٩٢)، كتاب الجنائز - باب الدفن عند طلوع الشمس وعند غروبها، وابن ماجة ١/ ٤٨٦ رقم (١٥١٩)، كتاب الجنائز - باب ما جاء في الأوقات التي لا يصلى فيها على الميت ولا يدفن، والنسائي ٤/ ٨٢ رقم (٢٠١٣)، كتاب الجنائز - باب الساعات التي نهي عن إقبار الموتى فيهن.

(٦) تاج العروس ١٢/ ٣٤١.

(٧) عبد الله الصنابحي: اسمه عبد الرحمن بن عُسَيْلَةَ، كان مسلما على عهد الرسول ÷، وقصده، فلما انتهى إلى الجحفة لحقه الخبر بموته ÷، وهو معدود في كبار التابعين. الاستيعاب ٢/ ٣٨٣ رقم (١٤٤٧)، وأسد الغابة ٣/ ٤٧٠ رقم (٣٣٦٠).