تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

فصل: [في حكم الالتزام بمذهب إمام معين]

صفحة 165 - الجزء 1

  وروى الذهبي أنه هجمت⁣(⁣١) داره مرتين لطلب بعض الطالبيين⁣(⁣٢) إلى غير ذلك مما يشق نقله ويتعذر حصره.

  قوله: (فقاتل الله المتسبب في إشاعة انفصالهم منهم واستقلالهم عنهم). أي: قاتل الله من فعله سببًا في إشاعة انفصال العلماء المذكورين من أهل البيت $، واستقلالهم عنهم. قال المؤلف أيده الله: مثل ما روي عن المأمون وأتباعه أنهم هم الذين ابتدعوا هذه المقامات في الحرم؛ إرادة للتنفير⁣(⁣٣) عن أئمة الدين وحجج⁣(⁣٤) الله سبحانه على العالمين، كما قد حصل لهم بذلك من الإغواء لمن هو في ضلال بانقطاعه عن الحبل المتين من ولاء أهل البيت المطهرين، واعتقاده لوجوب طاعة البغاة الفاسقين الخارجين عن طاعة رب العالمين ... إلى آخر ما ذكره.

فصل: [في حكم الالتزام بمذهب إمام معين]

  (وندب الالتزام) أي [وندب]⁣(⁣٥) للمقلد، ومن في حكمه الالتزام لمذهب إمام معين، كالهادي أو غيره، وإنما كان ذلك مندوبًا؛ لأن من العلماء القائلين بجواز التقليد من أوجب الالتزام المذكور، فيكون الالتزام أخذًا بالأحوط، ولا يجب الالتزام على الأصح، بل يجوز أن يقلد في كل مسألة إمامًا، خلافا للشيخ الحسن الرصاص⁣(⁣٦) وولد ولده أحمد⁣(⁣٧) .................................. ، ومثله يروى عن أبي الحسين


(١) في (ج): أنها هجمت.

(٢) لم أقف على رواية الذهبي أو الأزهري كما ورد في بعض نسخ المخطوط أنها هجمت داره مرتين لطلب بعض الطالبيين.

(٣) في (ب، ج) إرادة التنفير والتفريق.

(٤) في (ب): وحجة الله.

(٥) في (ب، ج): أي ندب.

(٦) الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد الرصاص، أحد العلماء الأعلام وعالم الزيدية في عصره، محقق أصولي، واسع الدراية، عكف على التدريس والتأليف، توفي في ٢٨/ شوال/ ٥٨٤ هـ عن ٣٨ سنة، من مؤلفاته: التبيان لياقوتة الإيمان وواسطة البرهان، وتقريب البعيد من مسائل الرشيد، وشرح المؤثرات في أصول الدين، والفائق في أصول الفقه، وغيرها. ينظر: أعلام المؤلفين الزيدية ص ٣٤٢، ومصادر الحبشي ص ٩٨، ١٥٥، ٣١٧، ٣٧٠، وتاريخ اليمن الفكري في العصر العباسي، تأليف أحمد محمد الشامي - دار النفائس - منشورات العصر الحديث - ط ١ (١٤٠٧ هـ) ص ٣/ ٩٠.

(٧) ولده: هو العلامة أحمد بن الحسن الرصاص من كبار علماء الزيدية، كان فقيها أصوليا متكلما، توفي سنة ٦٢١ هـ، وله مؤلفات، منها: مصباح العلوم في معرفة الحي القيوم، والواسطة في أصول الدين، والشهاب الثاقب في مناقب علي بن أبي طالب، والخلاصة النافعة. ينظر: طبقات الزيدية ١/ ١٠٩، وأعلام المؤلفين الزيدية ٩١.

ولد ولده: هو أحمد بن محمد بن الحسن الرصاص، عالم، مجتهد، متبحر، له في العلوم قدم راسخة، توفي سنة ٦٥٦ هـ، وله: (جوهرة الأصول وتذكرة الفحول، بتحقيق الأستاذ الدكتور/ أحمد الماخذي، والوسيط شرح لكتاب جوهرة الأصول)، وغيرها. ينظر: أعلام المؤلفين الزيدية ص ١٦٤. =