باب الأوقات
[وقت الظهر الاختياري]
  قوله أيده الله تعالى: (اختيار الظهر من الزوال إلى المثل) أي الوقت الذي ضرب لتأدية صلاة الظهر اختيارا مقدر من زوال الشمس، وهو المراد بالدلوك في الآية على الأصح، وعلامته زيادة ظل كل منتصب في ناحية المشرق بعد تناهيه في النقصان إلى أن يصير ظل المنتصب مثله، واختلف في تقدير المثل بالنظر إلى قامة الإنسان:
  فقيل: ستة أقدام ونصف قدم سوى القدم التي قام عليها، فذلك قدر القامة.
  وقيل: إنما العبرة بالمثل دون الأقدام، وهو ظاهر المذهب(١)، فكأن الأقدام ليست إلا تقريبا(٢)، وهذا التقدير بالأقدام أو المثل إنما هو من سوى الفيء الحاصل وقت الزوال، وهو يزيد وينقص في الجهات اليمنية(٣) على حسب حلول الشمس في المنازل، فيزيد الفيء عند حلولها في المنازل اليمانية، وتسمى منازل الزيادة، وهي إحدى عشرة [منزلة](٤): أولها الزبرة(٥)، وآخرها البلدة(٦)، في كل منزلة نصف قدم تقريبا حتى تنتهي الزيادة إلى خمسة أقدام ونصف قدم، ثم يأخذ الفيء في النقصان عند حلولها في المنازل الشامية، وهي إحدى عشرة أيضا، وتسمى منازل النقصان: أولها سعد الذابح(٧)، وآخرها الدبران(٨)، فينقص الفيء فيها في كل منزلة نصف قدم تقريبا حتى لا يبقى فيءٌ عند الزوال إذا حلت في منازل الاستواء، وهي ست منازل: أولها
(١) القائل: هو أبو جعفر. انظر: شرح الأزهار ١/ ٢٠٥.
(٢) المصدر السابق.
(٣) في (ب، ج): في الجهات اليمانية.
(٤) ما بين المعقوفتين زيادة من (ب، ج).
(٥) الزبرة: كوكبان نيران، بينها قيد سوط، وطلوعها لأربع ليال تخو من آب، وسقوطها خمس ليال تخلو من شباط. عجائب المخلوقات والحيوانات وغرائب الموجودات، لزكريا بن محمد القزويني بهامش حياة الحيوان - مطبعة دار الاستقامة - القاهرة - (١٣٧٤ هـ/١٩٥٤ م) ١/ ٨٠.
(٦) البلدة: وهي فضاء في السماء لا كوكب بها، وهي ستة كواكب مستديرة خفية تشبه القوس، وطلوعها لأربع ليال خلون من كانون الآخر، وسقوطها لأربع ليال مضين من تموز. ينظر عجائب المخلوقات ١/ ٨٠.
(٧) كوكبان غير نيرين، بينهما رأي العين قد ذراع، وطلوعه لسبع عشرة ليلة تخلو من كانون الآخر، وسقوطه لسبع عشرة ليلة تمضي من تموز. عجائب المخلوقات ١/ ٨٥.
(٨) الدبران: كوكب أحمر منير يتلو الثريا، ويسمى تاج النجم، وسمي دبرانًا؛ لاستدباره الثريا وطلوعه لسنه وعشرين من أيار، وسقوطه لسنة وعشرين من تشرين الأول. ينظر: عجائب المخلوقات ١/ ٧٧.