باب الأوقات
  بقوله ÷: (من أدرك ركعة من العصر فقد أدركها)(١).
  قلت: ولا وجه لاختصاص العصر بذلك مع ما تقدم من الأخبار في غيره. والله أعلم.
  قال في البحر: وفي قضاء الرواتب في الوقت المكروه الخلاف في الفرض، أبو طالب: بل الهادي يكرهها فيه(٢).
[أفضل أوقات الصلاة]
  قوله أيده الله تعالى: (وأفضل الوقت أوله) أي أفضل الوقت المضروب لكل صلاة أوله؛ لما روي عن ابن مسعود قال: سألت رسول الله ÷: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة لميقاتها). أخرجه الستة إلا الموطأ، وأبا داود(٣)، عن أم فروة(٤) وكانت ممن بايع النبي ÷ قالت: سئل النبي ÷: أي الأعمال أفضل؟ قال: (الصلاة لأول وقتها). أخرجه أبو داود والترمذي(٥)؛ واستدل على ذلك أيضًا بقوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ}(٦) الآية. أما المغرب فإجماع(٧)، إلا عن الإمامية؛ فعندهم أن تأخيرها إلى أن تشتبك النجوم أفضل(٨)، وأما ما عداها من الفروض فمذهب الهادي، والقاسم @
(١) البخاري ١/ ٢١١ رقم (٥٥٥)، كتاب مواقيت الصلاة - باب من أدرك ركعة من الفجر، ومسلم ١/ ٤٢٣ رقم (٦٠٧)، كتاب المساجد - باب من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك تلك الصلاة.
(٢) البحر الزخار ١/ ١٦٦، والتحرير ١/ ٧٤.
(٣) صحيح البخاري ٣/ ١٠٢٥ رقم (٢٦٣٠)، كتاب الجهاد والسير - باب فضل الجهاد والسير، وصحيح مسلم ١/ ١٠٢٥ رقم (٥٣٤)، كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب الندب إلى وضع الأيدي على الركب، وسنن الترمذي ١/ ٣٢٦ رقم (١٦٣)، أبواب الصلاة - باب ما جاء في الوقت الأول من الفضل، وقال: حديث حسن صحيح، وسنن النسائي ١/ ٢٩٢ رقم (٦١٠، ٦١١)، كتاب المواقيت - باب فضل الصلاة لمواقيتها.
(٤) أم فروة بنت أبي قحافة، كانت من المبايعات، روت عن الرسول ÷. أسد الغابة ٧/ ٣٦٦ رقم (٧٥٦٥)، والاستيعاب ٤/ ٥٠٤ رقم (٣٦٥٣).
(٥) سنن أبي داود ١/ ٢٩٦ رقم (٤٢٦)، كتاب الصلاة - باب المحافظة على وقت الصلوات، وسنن الترمذي ١/ ٣٢٠ رقم (١٧٠)، أبواب الصلاة - باب ما جاء في الوقت الأول من الفضل، وقال: حديث أم فروة لا يروى إلا عن حديث عبد الله بن عمر العُمري، وليس هو بالقوي عند اهل الحديث، واضطربوا عنه في هذا الحديث، وهو صدوق، وقد تكلم فيه يحيى بن سعيد من قبل حفظه.
(٦) سورة البقرة: ٢٣٨.
(٧) البيان الشافي ١/ ١٧٧، وشرح الأزهار ١/ ٢١١، ومختصر اختلاف العلماء ١/ ١٩٥، والمهذب ١/ ١٨٨، والمعونة ١/ ١٤٢.
(٨) الذي عند الإمامية: إذا غربت الشمس دخل وقت المغرب. شرائع الإسلام ١/ ٤٨.