تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب [الأذان والإقامة وأحكامهما]

صفحة 137 - الجزء 2

  عليه وآله وسلم - والصحابة، وأن يصلي بين الأذان والإقامة ركعتين؛ لقوله ÷: (بين كل أذانين صلاة)⁣(⁣١). وسيأتي، وأن يقال عقيب ركعتي الفجر: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ومحمد النبي ÷، أعوذ بك من عذاب النار)⁣(⁣٢) ثلاث مرات؛ لورود ذلك عن النبي ÷ فيما حكاه النووي في الأذكار عن كتاب ابن السني⁣(⁣٣). والله أعلم.

[حكم الكلام والأكل والشرب حال الأذان والإقامة]

  قوله أيده الله تعالى: (ويكره الكلام ونحوه حالهما وبعدهما) أراد بنحو الكلام: الأكل، والشرب، وكل ما يشغل عن المتابعة فيهما، ويستلزم⁣(⁣٤) الفصل بين ألفاظهما.

  والمراد بقوله: (حالهما) تخليله بين ألفاظهما، وسواء في ذلك المؤذن والسامع.

  قال في البيان: وهو في الإقامة أشد⁣(⁣٥). وقد عللت كراهة الكلام حالهما بأنهما عبادة من جنس النطق، فأشبهتا الخطبة، والظاهر أنها كراهة تنزيه، وإن كان التعليل المذكور يستلزم الحظر، وتزول الكراهة بالضرورة إلى الكلام، نحو أن ينهى عن منكر يخشى وقوعه، أو يأمر بمعروف يخشى فواته، أو يرد على مُسَلِّمٍ يفوت بالتراخي، وقيل: يرد عليه بالإشارة⁣(⁣٦). وعن الحسن وعطاء وقتادة: لا كراهة رأسا⁣(⁣٧).

  وروي عن سليمان بن صرد⁣(⁣٨) من الصحابة أنه كان يأمر حال أذانه بحوائجه⁣(⁣٩).


(١) البخاري ١/ ٢٢٥ رقم (٦٠١)، كتاب الأذان - باب بين كل أذانين صلاة لمن شاء، والنسائي ٢/ ٢٨ رقم (٦٨١)، كتاب الأذان - باب الصلاة بين الأذان والإقامة، عن عبد الله بن مغفل.

(٢) النسائي ٨/ ٢٧٨ رقم (٥٥٢٠)، باب الاستعاذة من عذاب النار عن عائشة، وليس فيه: إن هذا الدعاء يقال عقيب الفجر، وفيه: من حر النار، ومن عذاب القبر، وليس فيه ذكر محمد النبي ÷.

(٣) الأذكار ١/ ١٧٧، كتاب جامع الدعوات - باب دعوات مهمة مستحبة في جميع الأوقات، عمل اليوم والليلة لابن السني ٩٣ رقم ١٠٣.

(٤) في (ب، ج): إذ يستلزم.

(٥) لفظه: يكره الكلام حال الأذان والإقامة، وفيها وبعدها أشد كراهة. البيان الشافي ١/ ٢١٩، وشرح الأزهار ١/ ٢٢٥.

(٦) المراجع السابقة

(٧) مصنف عبد الرزاق ١/ ٤٦٩ رقم (١٨١١، ١١٨١٢)، وابن أبي شيبة ١/ ١٩٢ رقم (٢١٩٩، ٢٢٠٠، ٢٢٠١)، والأوسط لابن المنذر ٣/ ٤٣.

(٨) سليمان بن صرد الخزاعي، صحابي، شهد صفين مع الإمام علي، قتل سنة ٩٣ هـ. الاستيعاب ٢/ ٢١٠ رقم (١٠٦١)، وأسد الغابة ٢/ ٥٨٩.

(٩) ابن أبي شيبة ١/ ١٩٢ رقم (٢١٩٨)، والبخاري تعليقا ١/ ٢٢٣، كتاب الأذان - باب الكلام في الأذان.